نحو وعي للمؤمنين في زمن الفتن

{الم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن }

ألم: وتقرأ: ألف لآم ميم: والحروف المتقطعة في أوائل السور تأتي للتنبه على إعجاز القرآن. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون: استفهام إنكاري أي أظن الناس أن يتركوا من غير افتتنان لمجرد قولهم باللسان آمنا؟ كلا لابد من الايتلاء والتمحيص. وفي بيان هذا الأمر تطمين للمؤمنين كي يوطنوا أنفسهم على الصبر على البلاء والأذى وأن يثبتوا على الإيمان. ولقد فتنا الذين من قبلهم: أي ولقد اختبرنا وامتحنا من سبقهم بأنواع التكاليف والمصائب والمحن، قال البيضاوي: والمعنى أن ذلك سنة قديمة، جارية في الأمم كلها، فلا ينبغى أن يتوقع خلافه. فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين: أي فليميزن الله بين الصادقين في دعوى الإيمان وبين الكاذبين.

و ها نحن اليوم. تشتد المحن وتزداد الفتن على المسلمين في كل أنحاء الأرض. ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ويكشف زيف المنافقين. ويبرز الصادقين بإيمانهم من الكاذبين
فيسقط كل منافق وكاذب وفاجر عند المحن فلا يتحمل الابتلاء فيلبي لأعداء الاسلام كل ما يطلبونه منه فيتركونه. لأنه لايؤمن بالله وبوعده ووعيده ولايدرك أن عذاب الله أشد وأبقى ليس له إلا الدنيا. ويثبت كل مؤمن صادق على الحق حتى يلقى الله ولو عذب وقطع إربا إربا.
لأنه يعلم أنه لايعذب عذابه أحد ولايوثق وثاقه أحد. ويؤمن بأنه عائد إلى ربه وما عند الله من النعيم في جنان الله خير من الدنيا ومافيها.
وأن عذاب الدنيا لايساوي شيئ من عذاب الله في الآخرة فيتحمل عذاب البشر للفوز برضوان الله في الآخرة وللنجاة من غضب الله وللفوز برضوان الله. فيثبت ويزيده الله صبرا وثباتا. اللهم ثبتنا على الحق حتى نلقاك اللهم أمين يارب

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".