أبُو نَعِيم الأصفَهَانِي – رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ حِليَةُ الأولِيَاءِ || ٧ / ٨٤ ]
« وَكُن طَاهِرَ القَلبِ ، نَقِيَّ الجَسَدِ مِنَ الذُّنُوبِ والخَطايَا ، نَقِيَّ اليَدَينِ مِنَ المَظالِمِ ، سَلِيمَ القَلبِ مِنَ الغِشِّ والمَكرِ والخِيانَةِ ، خَالِيَ البَطنِ مِنَ الحَرَامِ ، فَإنَّهُ لا يَدخُلُ الجَنَّةَ لَحمٌ نَبَتَ مِن سُحْتٍ ،
كُفَّ بَصَرَكَ عَنِ النَّاسِ ، ولا تَمشِيَنَّ بِغَيرِ حاجَةٍ ، ولا تَكَلَّمَنَّ بغَيرِ حُكمٍ ، ولا تَبطِش بِيَدِكَ إلى مَا لَيسَ لَكَ ،
وَكُن خَائِفًا حَزِينًا لِمَا بَقِيَ مِن عُمُرِكَ ، لا تَدرِي مَا يَحدُثُ فِيهِ مِن أمرِ دِينِكَ ،
أَقِلِ العَثرَةَ ، واقبَلِ المَعذِرَةَ ، واغفِرِ الذَّنبَ ، كُن مِمَّن يُرجَى خَيرُهُ ، ويُؤمَنُ شَرُّهُ ، لا تَبغَضَ أحَدًا مِمَّن يُطِيعُ اللهَ ، كُن رَحِيمًا لِلعامَّةِ والخاصَّةِ ،
ولا تَقطَع رَحِمَكَ ، وصِل مَن قَطَعَكَ ، وتَجَاوَز عَمَّن ظَلَمَكَ تَكُن رَفيقَ الأنبِيَاءِ والشُّهَدَاءِ.
وأَقِلَّ دُخُولَ السُّوقِ ؛ فَإنَّهُم ذِئَابٌ عَلَيهِم ثِيَابٌ ، وفِيهَا مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ مِنَ الجِنِّ والإنسِ ، وإذا دَخلتَهَا فَقَد لَزِمَكَ الأمرُ بالمَعرُوفِ والنَّهيُ عَنِ المُنكَرِ ، وإنَّكَ لا تَرَى فِيهَا إلا مُنكَرًا ،
فَقُم عَلَى طَرَفِهَا فَقُل :
” أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لهُ المُلكُ ولهُ الحَمدُ ، يُحيِي ويُمِيتُ ، بِيَدهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ” 🍃
فَقَد بَلَغَنَا أنَّهُ يُكتَبُ لِقائِلِهَا بِكُلِّ مَن في السُّوقِ – عَجَمِيٍّ أو فَصِيحٍ – عَشرُ حَسَناتٍ ».