يقول أحد الحكماء:
♦ لو أن الله رزقني ابنًا سأركز أن يكون البالون أكثر ألعابه و أشتريها له باستمرار؛ فلعبة البالون تعلّمه الكثير من فنون الحياة.
♦ تعلّمه أن يصبح كبيرًا و لكن بلا ثقل و غرور حتى يستطيع الارتفاع نحو العلا، تعلّمه فناء ما بين يديه في لحظة، وفقدانه يمكن أن يكون بلا مبرر أو سبب، لذلك عليه أن لا يتشبث بالأمور الفانية و لا يهتم بها إلا على قدر معلوم.
♦ و أهم شيء سيتعلّمه أن لا يضغط كثيرًا على الأشياء التي يحبها، و أن لا يلتصق بها لدرجة يؤذيها ويكتم أنفاسها لأنه سيتسبب في انفجارها ويفقدها للأبد، بل الحب يكمن في إعطاء الحرية لمن نحبهم.
♦ و سيفهم أن المجاملة و المديح الكاذب وتعظيم الأشخاص للمصلحة يشبه النفخ الزائد في البالون و النهاية سينفجر في وجهه وسيؤذي نفسه بنفسه.
♦ و في النهاية سيدرك أن حياتنا مرتبطة بخيط رفيع كالبالونة المربوطة بخيط حريري لامع، و مع ذلك تراها ترقص في الهواء غير آبهة بقصر مدة حياتها، أو ضعف ظروفها وامكانياتها.
♦ نعم سأشتري له البالون باستمرار، وأحرص أن انتقي له من مختلف الألوان، كي يحب ويتقبل الجميع بغض النظر عن أشكالهم وخلفياتهم.