منفذ عملية تل أبيب.. ضياء حمارشة الفدائي الصامت

وفقا للتحقيقات الأولية كما نشرت يديعوت أحرونوت، قاد حمارشة مركبة إسرائيلية واستخدم سلاحا رشاشا من طراز “إم 16” لا يعود للجيش الإسرائيلي. ورجّحت الصحيفة أن البندقية مهربة من الأردن أو مصر عبر تجار السلاح من إسرائيل أو من مناطق السلطة.

نابلس- خلال دقائق معدودة حمل بندقيته وأطلق النار بسرعة وبمهارة صوب مستوطنين في منطقة “بني براك” قرب تل أبيب، بعد أن تخطى الحواجز والمحظورات التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي بفعل العمليات الأخيرة في الخضيرة والنقب، ووصل الى هدفه.

وكانت سلطات الاحتلال أعلنت صباح أمس الثلاثاء إغلاق كافة المداخل (الفتحات كما تُسمى) بين الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر، والتي يمر عبرها العمال الفلسطينيون للعمل في إسرائيل، ولكن الهجوم المسلح الذي نفذه حمارشة جاء بعد ساعات من الإغلاق، ورغم التحوط الأمني الإسرائيلي.

طيب ومحبوب
وضياء حمارشة شاب فلسطيني من مواليد عام 1995 في بلدة يعبد التي تقع جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، اعتقله الاحتلال الإسرائيلي عام 2016 وقضى 30 شهرا في سجونه بتهمه “حيازة السلاح والتجارة به”.

وبعد تحرره واظب ضياء -كشاب يبحث عن مستقبل أفضل- في البحث عن لقمة عيشه والعمل مع والده في بيع الهواتف الخلوية والتبغ، وسجّل لإكمال دراسته الجامعية بعد أن استطاع النجاح في امتحان الثانوية العامة خلال اعتقاله، ولكنه لم يواصلها بسبب انغماسه بالعمل.

يُعرف عن ضياء طموحه الكبير ودماثة خلقه وعلاقاته الواسعة مع الناس “كان يتصرف برجولة وعقل متزن” كما يقول والده أحمد حمارشة (أبو يزن) للجزيرة نت و”لم يكن من أولئك الشباب الباحث عن شغف الحياة ولهوها”.

في الساعة الثانية من ظهر أمس الثلاثاء، كانت المرة الأخيرة التي التقى فيها والده، لتناول “وجبة الغداء” ولم يظهر عليه أي شيء غريب يوحي بنيته لأي عمل فدائي.

يقول والده “كان دوما تحت بصري وأرقب كل تحركاته ولم يكن لديه أي نية لأي عمل مثل هذا، كان انشغاله ينصب على مواصلة عمله والاستعداد للزواج”.

وبعد إعلان اسمه بوصفه منفذا للعملية التي أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين، نعته القوى الوطنية وأهالي يعبد في مكبرات الصوت بمساجد البلدة.

وبالرغم من أن عائلته تنتمي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فإن المعلومات التي حصلت عليها الجزيرة نت تشير إلى أنه عاش خلال اعتقاله في قسم أسرى حركة الجهاد الإسلامي، في حين انتشر له مقطع فيديو وهو يحمل راية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال مشاركته في إحدى الفعاليات.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منذ إعلان هويته منشورات من صفحته في موقع فيسبوك، والتي أُغلقت بعد وقت قصير من العملية، يقول في إحداها “من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه” وفي منشور آخر قال “في ناس بتقدم أولادها للوطن وفي ناس بتقدم الوطن لأولادها”.

ومن مواقع التواصل واتصالات الناس والأهل، عرفت عائلة ضياء بعمليته الفدائية، كما يقول والده، ولكنها حتى الآن لا تعي حقيقة ما جرى مع نجلها.

تربية الفدائي
ويقول والد ضياء “أدركنا بأن جيش الاحتلال سيهاجم المنزل بعد العملية، وهذا ما حدث فعلا” حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة قرابة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء، وعزلت النساء عن الرجال، وأجرت تحقيقات ميدانية واسعة وعنيفة وخاصة مع نجله الأكبر يزن.

ويقول الأب “حشره الجنود بداخل غرفته المشتركة مع شقيقه ضياء في الطابق الثالث، وأخذوا يحققون معه، وسمعت صراخ يزن، وحاولت أن أتدخل فمنعني الجنود، ومن ثم اقتاده الجنود معتقلا بعد أن قيدوه وعصبوا عينيه”.

وقام جنود الاحتلال خلال الاقتحام بإحداث ثقوب في منزل عائلة الشهيد ضياء المكون من 3 طوابق، تمهيدا لهدمه.

ويضيف الوالد أنه ولدى اعتراضه على طريقة اقتحام منزله والاعتداء على أسرته، قال أحد ضباط الجيش له “هذه تربيتك” فرد عليه “نعم أنا اللي ربيت”. ويقول حمارشة إن ما يعيشه الفلسطينيون والشباب تحديدا من إغلاق وحصار واقتحامات واعتقالات يولد عندهم احتقانا كبيرا.

احتفاء بـ “البطل”
وحظيت عملية ضياء حمارشة النوعية باحتفاء واسع في أوساط الفلسطينيين، وأيدتها الفصائل الفلسطينية وباركتها.

وفي بلدته خرج العشرات في مسيرة داعمة ومؤازرة لعائلته ليلا، وهتفوا للشهيد وأشادوا بعمله “البطولي” فيما وزع شبان في البلدة الحلوى على المارة، كما أغلقوا الطريق الرئيس واشتبكوا مع جنود الاحتلال خلال اقتحامهم لها فجرا.

وأطلق أحد أصدقاء منفذ العملية اسمه “ضياء” على مولوده الجديد، وفق صورة نشرت عبر مواقع التواصل.

وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن “ضياء حمارشة منفذ العملية قضى حكما بالسجن بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية، ووضع على صفحته عبر فيسبوك صورة لمهند الذي افتتح موجة العمليات في العام 2015-2016” في إشارة للشهيد مهند الحلبي الذي نفذ أولى العمليات الفردية ضد الاحتلال.

ووفقا للتحقيقات الأولية كما ذكرت الصحيفة، فقد قاد حمارشة مركبة إسرائيلية واستخدم سلاحا رشاشا من طراز “إم 16” (M16) لا يعود للجيش الإسرائيلي. ورجّحت الصحيفة أن البندقية مهربة من الأردن أو مصر عبر تجار السلاح من “إسرائيل” أو من مناطق السلطة.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،