مقتل صحفي بالداخل الفلسطيني رميا بالرصاص

قتل الصحفي نضال إغبارية (45 عاما) من مدينة أم الفحم بالداخل الفلسطيني في جريمة إطلاق نار مساء الأحد، ولا تعد هذه المرة الأولى، حيث سبق أن تعرض منزله لإطلاق نار كثيف في يونيو/حزيران 2021، دون أن تحرك الشرطة الإسرائيلية ساكنا.

وبمقتل الصحفي إغبارية ترتفع حصيلة ضحايا جرائم القتل التي سجلت في المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل إلى 73 قتيلا، ويأتي ذلك امتدادا لتقاعس الشرطة الإسرائيلية في كبح جماح ظاهرة العنف والجريمة المستفحلة وفوضى السلاح، وتوفير الأمن والأمان للمواطنين العرب إلى جانب تواطؤها مع عصابات الجريمة المنظمة.

وأقدم جناة على إطلاق النار صوب إغبارية بعد صلاة المغرب، بعد مغادرته المسجد بسيارته، وعندما وصل قرب منزله في حي الكينا بأم الفحم تعرض لوابل من الرصاص في القسم العلوي من الجسم، مما أدى إلى إصابته بجروح حرجة توفي على إثرها بعد أن فشل الأطباء إنقاذ حياته.

تهديدات وتسجيلات
وبعد جريمة مقتل إغبارية، عثرت الشرطة الإسرائيلية على مركبة وقد أضرمت فيها النيران في أم الفحم، والتي يشتبه باستخدامها على يد الجناة في الجريمة، حيث فتحت الشرطة تحقيقا في ملابسات الواقعة دون أن تعلن عن تنفيذ أي اعتقالات، رغم أن القتيل كان قد سلمها في السابق تسجيلات لتهديدات تعرض لها وأفراد عائلته قبل جريمة القتل.

وكان منزل نضال إغبارية، متزوج وأب لابنة وحيدة (11 عاما)، وهو صحفي ومالك لموقع “بلدتنا” الإخباري في أم الفحم، قد تعرض في الثامن من يونيو/ حزيران 2021، إلى إطلاق رصاص كثيف، حيث اخترقت عشرات الرصاصات منزله ومنزل عائلته دون أن تخلف إصابات بشرية.

إهمال وقتل
وقال الحاج محمد إغبارية والد المغدور نضال إن نجله تعرض في السابق لتهديدات وكذلك تعرض منزل العائلة لإطلاق نار، حيث قدمت شكاوى للشرطة الإسرائيلية.

وأوضح أن نضال سلم الشرطة مكالمات وتسجيلات توثق تعرضه للتهديد، إلا أن الشرطة لم تحرك ساكنا ولم تنفذ أي اعتقالات، مما يعني أن جميعنا في خطر ورهينة لفوضى السلاح والعنف والإجرام بسبب تقاعس الشرطة.

وأضاف للجزيرة نت “ابني يعمل في الصحافة، نضال بالنسبة لنا أبو الدار بعد مقتله لا يوجد دار، بيتنا انتهى وعائلاتنا تدمرت، حتى لو عشنا، أنا انتهيت، حتى لو عشت 100 عاما”.

وخلص للقول “إن ابنه ارتبط بعلاقات وطيدة واحترام مع أهل أم الفحم، تعامل باحترام مع الجميع ولم يتسبب بسوء أو أي أذية لأي إنسان، لم يكن هو المستهدف لقد قتل بدم بارد بسبب إهمال وتقاعس الشرطة”.

تقاعس وتواطؤ
ويعتبر نضال إغبارية ضحية أخرى من ضحايا منظمات وعصابات الجريمة المنظمة التي حولت البلدات العربية بالداخل إلى شلال دماء ينزف، حيث قتل 73 عربيا بينهم 7 نساء رميا بالرصاص منذ مطلع العام الحالي، علما أن حصيلة ضحايا جرائم القتل في البلدات العربية بلغت في العام 2021 الماضي 111 ضحية، بينها 16 امرأة.

ويأتي استفحال العنف والجريمة في المجتمع العربي بالداخل في ظل تقاعس المؤسسة الإسرائيلية وتواطؤ الشرطة مع عصابات الإجرام وسياساتها التي حولت المجتمع العربي ساحة مستباحة أمام العنف والجريمة.

وجاء في مركز إعلام-المركز العربي للحريات الإعلامية والتنمية والبحوث أن “المس بالصحفيين ومنتخبي الجمهور خرق لكل الخطوط الحمراء وتصعيد إضافي من قبل منظمات الإجرام التي تعيث بمجتمعنا فسادا. الحديث ليس فقط عن المس بنضال الشخص، إنما بحرية التعبير وحق الجمهور في المعرفة”.

1 ساحة جريمة قتل الصحفي نضال إغبارية في أم الفحم بالداخل الفلسطيني
موقع جريمة قتل الصحفي نضال إغبارية في أم الفحم بالداخل الفلسطيني (الجزيرة)
وأضاف البيان الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه “تحاول منظمات الإجرام إسكات الصحفيين والمس بقدرتهم على التعامل مع جرائمهم على أرض الواقع، الجرائم التي حصدت حتى اليوم أرواح المئات”.

وبين مركز “إعلام” تقاعس الشرطة في محاربة الجريمة بالمجتمع العربي بالقول “سنوات من التجاهل المؤسساتي والشرطي، عززت منظمات الإجرام التي باتت لا تخاف من إسقاطات جرائمها، وهذه هي النتائج”.

من جانبها، شجبت بلدية أم الفحم جريمة قتل الصحفي إغبارية، وجاء في بيان لها تلقت الجزيرة نت نسخة منه، أن “المغدور والفقيد الإعلامي نضال أبو العيلة ما عرف عنه إلا كل خير، وكل صدق وصاحب أخلاق طيبة وكريمة وصاحب دين، أحبه كل من عرفه، خسارة كبيرة لبلدنا أم الفحم، شهد له القاصي والداني بحسن الخلق والمعاملة والأدب”.

وطالبت البلدية الشرطة الإسرائيلية باتخاذ الخطوات والإجراءات المطلوبة واعتقال المجرمين القتلة لمحاسبتهم ونيلهم العقوبة”.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.