مشاهد “بشعة” لضحايا الاشتباكات بين المسلمين والهندوس بالعاصمة الهندية

المصدر : أسوشيتد برس

بعد أسبوع تقريبا من بدء الاشتباكات في العاصمة الهندية نيودلهي بين الهندوس والمسلمين على خلفية قانون الجنسية الجديد، بدأت تتكشف بشاعة آثار الاشتباكات الدامية، التي خلفت 42 قتيلا على الأقل أغلبهم من المسلمين، وذلك في أسوأ أعمال شغب طائفية في نيودلهي منذ عقود.

وفي تقرير لوكالة أسوشيتد برس، تحوّل مستشفى صغير يسمى مستشفى الهند بحي مصطفى آباد الواقع في شمالي شرقي العاصمة من منشأة علاجية إلى شاهد على مناظر مروعة لضحايا الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي القانون، وكان الطبيب أنور من أوائل من تعاملوا مع الإصابات الخطيرة الناتجة عن أعيرة نارية، وحالات القتلى نتيجة تحطم جماجمهم وبتر أعضاء من أجسامهم.
ويقول الطبيب أنور “أردت أن أبكي وأصرخ.. شيء ما مات داخلي خلال الأيام الثلاثة”، في إشارة إلى الأيام التي شهدت المواجهات بين الهندوس والمسلمين بسبب قانون الجنسية الذي أقره البرلمان الهندي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويتيح منح الجنسية للمهاجرين غير النظاميين الحاملين لجنسيات بنغلاديش وباكستان وأفغانستان، شريطة ألا يكون من المسلمين.

وقبيل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للهند الأحد الماضي، تبادل الهندوس والمسلمون الاتهامات مستخدمين السلاح الأبيض ضد بعضهما بعضا، فنشبت أعمال شغب في الشوارع، وأُحرقت مساجد ومدارس ومركبات، وأسفر ذلك عن مقتل 42 على الأقل وإصابة المئات.

إصابات بشعة
ووجدت السلطات صعوبة في التعرف على جثث بعض ضحايا الاشتباكات بسبب فداحة الإصابات، ولم تقدم السلطات روايتها لما وقع في العاصمة، رغم أن تلك الأحداث كانت نتيجة لتصاعد التوترات التي أعقبت تمرير قانون الجنسية.

ويقول معارضو القانون إنه يفاقم التهميش الذي يعاني منه مسلمو الهند البالغ عددهم 200 مليون، في دولة غالبية سكانها المليار و400 مليون من الهندوس.

ورغم أن الاحتجاجات والمواجهة الناتجة عن قانون الجنسية الجديد حدثت في مناطق مختلفة من الهند في الفترة الماضية، فإن ما وقع في مصطفى آباد كان الأكثر وحشية، وفق أسوشيتد برس، إذ اختطف بعض الأفراد أناسا تحت تهديد السيوف، وأحرق البعض الآخر وهم أحياء، وتعرض آخرون للضرب حتى الموت.

ومن المناظر البشعة للأحداث الدامية أن ضابطا هندوسيا في الاستخبارات تعرض للطعن مرات عديدة، ثم ألقيت جثته في مجرى لمياه الصرف الصحي يفصل بين مناطق سكن الهندوس والمسلمين، وفي مشهد آخر بترت ساق مسلم، يوجد حاليا في وضع صحي جرح.

دور الشرطة
من جانب آخر، أثيرت تساؤلات عن دور أفراد الشرطة، وعما إذا وقفت موقف المتفرج على أعمال العنف، أو ساعدت الهندوس من مثيري الشعب.

وبينما نفى المتحدث باسم شرطة نيودلهي أنيل ميتال أن تكون الشرطة ساعدت مثيري الشغب، صرح أطباء في مستشفى الهند بأن السلطات منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى الأماكن التي وقعت فيها الاشتباكات.

وبعد مرور 72 ساعة على بدء أعمال العنف، أصدرت المحكمة العليا بالعاصمة قرارا مستعجلا يأمر أجهزة الشرطة بتوفير ممر آمن لإيصال المصابين للمستشفيات.

وبحلول منتصف نهار الأربعاء الماضي وبعد انتهاء أعمال العنف، كان الطبيب أنور وزملاؤه المتعبون قد عالجوا أكثر من 400 مصاب، وأحالوا قرابة 100 آخرين إلى مستشفيات أكبر، في حين بقي العشرات في وضع جرح داخل مستشفى الهند.

ويقول أنيس محمد، وهو أحد المتطوعين في المستشفى، “لم ننم وكنا نأكل أي شيء، فقد كان هدفنا هو إنقاذ الأرواح، ولم يتم رفض أي جريح بسبب ديانته”.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.