ما وراء “البحرين”: إخفاقات إسرائيلية وصفقات فاشلة مع بن سلمان

قبيل الانتخابات المعادة، هناك معنى لمراجعة حدث وطني ودولي مثل (مؤتمر البحرين) الذي خلف إحساسًا من “التقدم”، بينما هو بكله خدعة من العلاقات العامة، تعكس سياسة حكومية منهارة تغطي على إخفاقات مدوية في الجبهات السورية والفلسطينية والإيرانية.

فلا بد أن نلاحظ بأن منطقة النفوذ الإيراني لا تتضمن سوريا ولبنان وغزة وحزب الله فقط، بل والعراق أيضًا. وبالتالي، فقد نظمنا لأنفسنا في البحرين عربًا أصيلين بجلابيب وشوارب تحدثوا مع مراسلين إسرائيليين منفعلين (شريطة ألا يكون اسمهم دانا فايس)، وأعلنوا بأن يكون “إن شاء الله خير”.

البحرين قاعدة أمريكية بجوار السعودية، تحكمها سلالة محلية سيطرت على حقول النفط برعاية بريطانيا والولايات المتحدة. والسعودية واحدة من أسوأ دول العالم من كل ناحية ممكنة، من حقوق الإنسان والمرأة، وحتى الفساد المستشري الذي يصب الثراء الوطني بقوة الذراع لسلالة محمد بن سلمان، الراعي الحقيقي لحدث البحرين. ففي نيسان/أبريل الماضي، قطعت السعودية رؤوس 37 مدانًا بجرائم الإرهاب، على نمط داعش، بل إن أحدهم صلب على الملأ. في إسرائيل، استعرض المؤتمر (التاريخي) أو الندوة (التاريخية بالطبع) أو الورشة (بالتأكيد التاريخية) للدفع إلى الأمام بعلاقات إسرائيل والفلسطينيين كتقدم مهم في علاقات إسرائيل والعالم العربي.

قيام شعب ودولة وبلاد ليس “استغلالًا للفرص” وحسب، بل واستعدادًا للتضحية واستخدام الإرهاب، بالضبط، مثلما أقمنا نحن دولة إسرائيل

أبو مازن وحكومته قاطعا الحدث بدعوى أن المنتج، جارد كوشنير، ليس نزيهًا، وهم محقون، سواء بالحجة أم بالمقاطعة للحدث. وفي ملحق نهاية الأسبوع لهذه الصحيفة، وصف آفي بنيهو الفلسطينيين بأنهم “رافضو الفرص”، وقال: “المرة تلو الأخرى تجدهم ثابتين على مدى عشرات السنين في موضوع واحد: لا يفوتون أي فرصة لتفويت الفرص… وهكذا، بانعدام قدرة قيادتهم على تشخيص الفرص، والانخراط فيها، والسعي إلى التسويات، وإعادة التأهيل الاقتصادي وما شابه، فإن القطار في الشرق الأوسط يواصل الاندفاع من دونهم”.

الواقع ليس التجول المنفعل في القاعدة الأمريكية – السعودية التي تسمى البحرين، حتى وإن كان تضمن ترنيمًا (تاريخيًا) لكنيس شكل زينة ضرورية لسيرك العلاقات العامة

شيء ما في سياق الفرص التي عددها بنيهو على محور الزمن لم يتدبر له: عشرات السنين مرت منذ قالت غولدا مئير إنه لا يوجد شعب فلسطيني، وعلى مدى عشرات السنين إياها، بالدم، والعرق، والدموع، والإرهاب، خلق الفلسطينيون بنية تحتية لدولة تعترف بها دول في العالم أكثر من الدول التي تعترف بإسرائيل خارج حدود 1967، بما فيها كل الدول التي وصلت إلى البحرين، والتي معظمها لا تعترف بإسرائيل.

فقيام شعب ودولة وبلاد ليس “استغلالًا للفرص” وحسب، بل واستعدادًا للتضحية واستخدام الإرهاب، بالضبط، مثلما أقمنا نحن دولة إسرائيل. والواقع ليس التجول المنفعل في القاعدة الأمريكية – السعودية التي تسمى البحرين، حتى وإن كان تضمن ترنيمًا (تاريخيًا) لكنيس شكل زينة ضرورية لسيرك العلاقات العامة، وخسارة أن صحافيين جديين اشتروا هذه الخدعة.

السفر إلى هناك – بمتعة، ولكن لرفع التقارير في السياقات الصحيحة: هدف محمد بن سلمان (البحرين حي سعودي) هو على ما يبدو تجنيد الجيش الإسرائيلي للحرب ضد إيران، وتجنيد نتنياهو للتأثير في ترامب. كل الإسرائيليين والفلسطينيين يهمونه أقل من جمال خاشقجي.

والصفقة الأخيرة التي عقدناها معه ومع ترامب انتهت بفشل في سوريا. أما الصفقة الفلسطينية، ظاهرًا، التي كان يفترض أن توقع في البحرين فقد انتهت بنتيجة هي أسوأ من الفشل – بالتثاؤب.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،