ما بين يثرب ومأرب

يا أهل يثرب .. لامقام لكم فارجعوا …!!!

كانت يثرب .. مأوى لكل من هاجر إليها .. من بطش قريش .. استقبلت النازحين .. وعائلاتهم .. واصبحت دار الهجرة .. واستقروا بها .. واعتبروها موطنهم الحقيقي .. ووقفوا مع الأنصار .. ليصدوا هجمات قريش .. فانتصروا في بدر .. وهزموا في أحد .. ولكنهم لم يفرطوا في مدينتهم..

وحين حشدت قريش .. قبائل العرب .. وكونوا تحالفا كبيرا .. أرادوا به ضرب المدينة المنورة .. والقضاء عليها .. واتفقوا سرا مع حلفاء المسلمين .. (يهود المدينة).. والخلايا النائمة – المنافقين – وهيأوا كل الأسباب لنجاح هجمتهم !!!

وقف المهاجرون والأنصار .. للدفاع عن مدينتهم .. لأنها تمثل قاعدة الإنطلاق .. ومركز القيادة .. ولا مجال أمامهم للتراجع .. شعروا بالخطر يهدد وجودهم .. وهم أمام خيارين .. إما الدفاع عنها .. أو تسليمها للأعداء .. واكتشفوا خيانة حلفائهم من اليهود .. وخذلان المنافقين .. فازداد الأمر سوءا .. حتى بلغت القلوب الحناجر .. وظنوا بالله الظنونا .. امتحان صعب .. لمدى الإيمان .. والثقة بالله .. وبرسوله !!!

لكنهم مع ذلك بذلوا كل الأسباب .. ووضعوا انفسهم .. خلف الخندق .. ليصدوا الأحزاب .. ويمنعوهم من بلوغ المدينة .. فحوصروا .. وجاعوا .. وتسلل الضعفاء من مواقعهم .. وبقي القليل .. حول قائدهم .. الذي ربط على بطنه حجرين .. من الجوع .. واستبسلوا .. ورفعوا أكف الضراعة .. إلى الله .. بعد ا أنن استنفدوا كل طاقتهم !!!

لحظات قليلة .. يتساقط فيها المتسلقون .. وينهار فيها المترددون .. ويصمد فيها الأقوياء .. في هذه اللحظات القليلة .. الفاصلة .. المليئة بالإثارة .. تأتي المعجزة .. ويتنزل المدد .. ويتبدل الموقف .. فتنهار جبهة الأحزاب .. وتتفكك .. ويدب الخلاف بينهم .. وتقتلع الرياح خيامهم وقدورهم .. إنها قوة الجبار .. القوة التي ليس للحلفاء قدرة على مواجهتها .. ولا الوقوف أمامها !!!

لم تسقط يثرب .. ولم ينهزم أهلها .. ولم يعد حول المدينة أحد من الأحزاب .. وخاب فأل اليهود .. وتهاوت أحلام المنافقين !!!

(( ورد الله الذين كفروا بغيضهم .. لم ينالوا خيرا .. وكفى الله المؤمنين القتال .. وكان الله قويا عزيزا ))

إنها سنن الله التي لا تتغير ولا تتبدل .. وما أحوجنا لمراجعة تاريخنا .. وسيرة نبينا الكريم .. صلى الله عليه وسلم.. لأخذ العظة والعبرة !!!
وهاهي مأرب اليوم بكل تفاصيلها وأحداثها وسنن الله فيها،،،
هاهي بأنصارها ومهاجريها بأوسها وخزرجها بصادقيها ومنافقيها بمسلميها والمتحوثين فيها..!

وما أشبه الليلة بالبارحة!

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،