ما اشبه الأمس باليوم

{وظننتم ظنّ السوء وكنتم قوماً بورا}

لقد ظهر في الساعة العصيبة نفاق المنافقين؛ لأن ظنهم السيئ هداهم إلى أن دعوة الإسلام على مشارف الانتهاء والاضمحلال، وأخذوا يشككون في وعد الله ورسوله، حتى قال قائلهم: “كان محمد يعدنا أن ناكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا لا يقدر أن يذهب إلى الغائط”.

ويتواصل الظن السيئ مع المنافقين؛ لأن قلوبهم قد مردت على النفاق، فتكون غزوة الحديبية التي ما خرج فيها مع المؤمنين أَحد من المنافقين؛ لأنهم لا يحبون أن يراهم المشركون متلبسين بأعمال المسلمين، مظاهرين لهم، وكانوا يحسبون أن المشركين يدافعون المسلمين عن مكة، وأن النصر سيكون للمشركين.

لقد ظنوا أن الله تعالى لم يَعِدْ رسوله صلى الله عليه وسلم بالفتح، ولا أمره بالخروج إلى العمرة، ومن ثم لن يُنصرَ لقلة أتباعه، و قوة اعدائه فسجل القرآن عليهم هذا الظن السيئ، وجعل عليهم دائرة السوء ﴿ وَيُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالمُشْرِكِينَ وَالمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [الفتح: 6].

و وصف الله سبحانه ظن السوء بالأرض البور، و هي تلك الأرض الغير قادرة على الإنتاج والعطاء، وعندما يظن الانسان في وعد الله ظن السوء يصبح إنسانا بائرا أي خاسرا وغير قادر على الإنتاج وربما أنه قد كان يعطي وينتج ويثمر ويحقق النتائج العظيمة. فحتى لا تكون بائراً فإن عليك أن تحسن الظن في الله و في وعده. كذلك عد الى إنتاجك عد الى جدّك ومثابرتك واجتهادك. فالحياة هي للنفسيات العالية والقلوب السليمة، لا للمثبطين الذين يظنون بالله الظنون.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *