ماضاقت الا فرجت

في حياة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أحداثاً حزينة ومحبطة ومؤلمة لنفسه وأحداثاً أخرى فيها انتصار وتمكين من الله عز وجل، فقد ماتت زوجته خديجة (رضي الله عنها) ثم مات عمه أبو طالب وكان ذلك صعباً على رسولنا الكريم وزاد على ذلك تجرؤ كفار قريش عليه وخاصة بعد وفاة عمه حتى يئس من قومه، فقرر الذهاب إلى الطائف على أمل أن يجد من يستجيب لدعوته أو يؤووه وينصرونه على قومه، فلم ير منهم من يؤوويه أو ينصره بل سلطوا عليه صبيانهم يسبونه وألقوا عليه الحجارة حتى سالت الدماء من قدميه (صلى الله عليه وسلم)، وأصاب نبينا الهم والحزن والتعب وقد قال عن هذا اليوم أنه من أصعب الأيام في حياته وأكثرها حزناً وهماً، فعندما بذل ما عليه وأخذ بالأسباب واجتهد في تبليغ الإسلام ولم يجد استجابة من البشر فتوجه لرب البشر بدعائه المشهور “اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضبٌ علي فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك”.

فهذه هي القاعدة عندما تضيق بك الدنيا وتكون قد بذلت كل الأسباب فيها ولم تجد التوفيق والنجاح ثم تتجه إلى الله وتسأله التيسير وفك الكرب فيستجيب لك الله.

وبعد أن دعا رسولنا ربه نزل إليه سيدنا جبريل وناداه وقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي، ثم قال: يا محمد، فقال ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (والأخشبان هما جبلا مكة: أبو قبيس وقيقعان). فقال النبي : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا”. فهذه أول بشرى لفك كربه صلوات الله عليه.

فلا تجزع وان أعسرت يوما فقد أيسرت في الزمن الطويل
ولا تظن بربك ظن سوء فان الله أولى بـــــــــالجميـــــــــــــل
ولا تيأس فان اليأس كفر لعل الله يغني عــــــن قليــــــــــــــل

لا تحزن ولاترهق نفسك بكثرة التفكير
فالله يرسل الأمل في أكثر اللحظات صعوبة فالمطر الغزير لا يأتي إلا من الغيوم الأكثر ظلمة وهو يتولى الصالحين.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.