ليس للإنسان إلا ما سعى

‌‌‌‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏{وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}

ليس للانسان الا ما سعى” احد المبادي الكبيرة التي قررها القران الكريم بطريقة لغوي لا يبقى مثيل له، وفي سياق ايات عظيمات، وقران معجز، فهذه الاية تصلح ان تكون احدى العالميات التي يرتكز عليها الانس اثناء دروب حياتهم، فهي تحمل معان مستفيضة قبل ان تحمل عبارة اخرى مثلها. يبعد ذلك المبدا الانساني الكبير عن الانسان كل ما قد يدخل في صدره من ياس او حقد او غيره واي شيء اخر من امراض النفس المستعصية، فتوجه تلك الاية خطابها لكل الانس على اختلاف الوانهم واجناسهم واعراقهم واديانهم وطوايفهم وافكارهم ومللهم ولغاتهم لتقول لهم ان ما يحدد تميز انسان عن انسان اخر هو مبلغ بذله وعطايه في طريق رفعته ونهضته وعزته، حيث سمت ذلك البذل والعطاء بالسعي، فلقد خلق الانسان في تلك الارض ليصبح خليفة الله فيها، يعمرها ويسعى فيها ويكتشف خفاياها، لينعم بالعيش الهانيء والحياة الجميلة. وهي تقول كذلك ان السكون والسكون الدعوة وقبول الامر الواقع لن يحدثا تغييرا حقيقيا، ينشده الناس، يحقق لهم الحياة الكريمة التي يسعون اليها، فكل شيء في ذلك الكون متحرك، والكون لا يعلم السكون، ولهذا يلزم على الانسان كذلك ان يكون دايم الحركة والسعي وراء احتياجاته ووراء عزته واهدافه ورفعته، فالتقدم يفتقر للحركة.

السعي في تلك الاية اجمالي لكل معاني الحياة وهذا لان هنا هو الانسان، بلا البصر الى اية تفصيلات اخرى، وبذلك فان السعي في تلك الاية يشتمل على التعلم والعبادة والعمل وتطوير النفاس والاختراع والسفر والزواج وتكوين الصلات الاجتماعية وغيرها الكثير من الانشطة التي تعمل على مبالغة رصيد الانسان المعرفي والروحي، وبذلك مبالغة رصيده وزيادة قيمته، فهو انسان فريد يحبه الله وبذلك سيحبب الناس فيه وجميع خلقه.

اعلم اخي و اعلمي أخيتي
سعيك محسوب، ورزقك مكتوب،
وما تعمله يعلمه علّام الغيوب، فلا
ينل منك اليأس ولا يغلبك التشاؤم،
بل قم وقاوم، واعلم أن كل ما تبذله
من مجهود مشهود عند عظيم لا
تضيع عنده مثقال ذرة، فالحمدلله
رب العالمين.
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏