لوموند: لهذا تدعم هذه الدول العربية حفتر!

في تقرير بعددها الصادر الجمعة، أوضحت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن الرياض وأبو ظبي والقاهرة تدعم بدرجات متفاوتة الهجوم الذي بدأته قوات خليفة حفتر منذ أيام على طرابلس، والذي تم بحسب الصحيفة بمدرعات سلمتها لهم دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقالت “لوموند” إن وجود المدرعات الإماراتية في ميدان المعركة، يبرز دور أبوظبي، وبشكل أوسع المحور الموالي للسعودية، والذي يضم السعودية ومصر والإمارات؛ في صعود خليفة حفتر، الرجل الذي أشعل مجدداً الحرب الأهلية الليبية.

واعتبرت الصحيفة أن أسلوب حفتر القتالي يتماشى مع انشغالات ومخاوف العواصم الثلاث الرياض وأبو ظبي والقاهرة، التي تتقاسم قناعة مفادها أن العودة إلى الاستبداد هي الحل لحالة عدم الاستقرار في العالم العربي في أعقاب الموجة الثورية في عام 2011.

وأوضحت “لوموند” أن رعاية البلدان الثلاثة لحفتر مجسدة في الميدان الليبي وعلى الساحة الدبلوماسية بطرق مختلفة، فالمملكة العربية السعودية، اختارت عدم الرد على الهجوم على طرابلس، وذلك تماشياً مع سياستها القاضية نسبياً حتى الآن بعدم التدخل مباشرة وعلناً في الملف الليبي. لكن زيارة حفتر إلى الرياض في نهاية مارس/آذار، قبل أسبوع من اندلاع المعركة، ربما قد تكون بداية تغيير في استراتيجية الرياض حيال الملف الليبي.

أما دولة الإمارات العربية المتحدة، فهي الداعم العسكري الرئيسي لحفتر، وهو ما جعلها عدة عرضة لسهام الأمم المتحدة. وقد أصدرت أبوظبي بياناً مشتركا مع فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، انتقدوا فيه “الأعمال الانفرادية” ، داعين “جميع الأطراف إلى تخفيف التوترات”. وهو بيان، اعتبرت ”لوموند” أن الهدف منه هو الحفاظ على شراكة باريس-أبوظبي، التي لعبت دوراً رئيسياً في صعود حفتر على الساحة الدولية، مع إظهار خلاف تكتيكي معه.

ونقلت “لوموند” عن مسؤول إماراتي رفيع المستوى، قوله إن “اللحظة التي اختارها خليفة حفتر لإطلاق حملته العسكرية على طرابلس غير عقلانية”؛ بحيث إنها تمت عشية زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى ليبيا، وقبيل المفاوضات الجديدة برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة. واستنكر المسؤول الإماراتي، الذي طلب من الصحيفة الفرنسية عدم ذكر اسمه؛ الطابع “الخارج عن السيطرة“ لخليفة حفتر، المهووس بمكانته في التاريخ.

وأضاف المسؤول الإماراتي الرفيع أن “حفتر حشد 18 ألف رجل، لكن ليست لديه القدرة على إلحاق الهزيمة بخصومه بسرعة… وفرصته الوحيدة للانتصار هي التفاوض مع الميليشيات الرئيسية في طرابلس”.

فبدلاً من الهجوم المباشر، توصي أبو ظبي بالعمل من الخارج لإقناع المدافعين عن طرابلس بالانضمام إلى صفوف ما يعرف بـ“الجيش الوطني” بقيادة حفتر؛ تقول “لوموند”؛ موضحة أن هذا التباين لم يكن له أي تأثير على شحنات الأسلحة الإماراتية، إذ قدمت أبوظبي لحليفها في الشرق الليبي مركبات نقل القوات وطائرات هليكوبتر ومئات السيارات وطائرات دون طيار وطائرات ذات محرك واحد، وغيرها.

القاهرة، من جهتها، رفضت الانضمام إلى بيان الرابع من أبريل/ نيسان. وقد أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن دعمه لـ“جهود خليفة حفتر في مكافحة الإرهاب والتطرف”، عقب اللقاء الذي جمعهما يوم الأحد المنصرم في القاهرة.

ونقلت “لوموند” عن ناجي أبو خليل، المختص في الشأن الليبي في شبكة “نُورْيا” التي تضم مجموعة من الباحثين في السياسة الدولية؛ قوله إن “مصر دفعت حفتر للهجوم على طرابلس، لأنها لم تكن مرتاحة للمفاوضات التي كان يحضر لها المبعوث الأممي غسان سلامة”. كما أن القيادة في مصر أرادت استغلال فرصة زعزعة استقرار السلطة الجزائرية – تعد من مؤيدي حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، برئاسة فائز السراج، ومقرها طرابلس – في أعقاب استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".