لوفيغارو: نهاية أتاتورك

قالت صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية إن تحويل كنيسة آيا صوفيا من جديد إلى مسجد يبعث برسالة واضحة مفادها أن الخلافة (الإمبراطورية) العثمانية أضحت النموذج الذي ينبغي أن يحتذى بالنسبة لتركيا الحديثة.

وعادت الصحيفة في بداية افتتاحيتها التي كتبها باتريك سان بول، إلى القرن العاشر الميلادي حين انبهر الزوار الروس لرؤية القبة المركزية لآيا صوفيا، وما يغطيها من فسيفساء الذهب، لدرجة أنهم علقوا قائلين “لم نكن نعرف أنحن في الجنة أم على وجه الأرض”.

وأضافت أن آيا صوفيا ظلت لقرون عديدة رمز الماضي المسيحي للإمبراطورية الرومانية الشرقية إلى أن استولى المسلمون بقيادة محمد الثاني (الفاتح) عام 1453 على القسطنطينية، وحوّل قائدهم آيا صوفيا من كنيسة للمسيحيين إلى مسجد للمسلمين.

ولفتت إلى تحويل الزعيم التركي الراحل مصطفى كمال أتاتورك هذا الصرح العظيم إلى متحف في العام 1934، الأمر الذي قالت إنه حوّل آيا صوفيا شيئا فشيئا إلى “مثال حي للسعي لتحقيق المصالحة بين الموحدين المسلمين والمسيحيين”.

لكن ها هو الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان (الفاتح)، كما يصفه الكاتب، يعيدها من جديد إلى حظيرة المسلمين، مما يعني في الوقت ذاته تتويجا للانحراف عن خطه السياسي وتحقيقا لحلمه الإسلامي القومي بعد 18 عاما من الحكم، وفقا للكاتب.

وعلق سان بول على ذلك بقوله إن هذا القرار يعد مسمارا جديدا يغرس في نعش أتاتورك، الذي ما فتئ أردوغان يهدم ما يمثله من علمانية الدولة.

واعتبر الكاتب أنه أصبح بإمكان “السلطان” الجديد أردوغان أن يفتخر بأنه بإعادة آيا صوفيا مسجدا قد استعاد إسطنبول تمامًا، وهو ما يمثل مصدر اعتزاز للقوميين الأتراك.

واستنتج الكاتب أن أردوغان بمثل هذه الخطوات يقول بصوت عال وواضح إنه لن يظل مكبلا بالقيم الغربية، مشيرا إلى أن الرئيس التركي يفتح بذلك خلافا لا يمكن إصلاحه مع الغرب.

شاهد أيضاً

أم على قلوب أقفالها؟

القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهو أفضل وأعظم ما تعبد به وبذلت فيه الأوقات والأعمار، إنه كتاب هداية وسعادة وحياة وشفاء وبركة ونور وبرهان وفرقان،