لماذا لا يا أبي ؟!

وصية من محب:

يطلب الولد من أبيه شيئا بسيطا ويكون الأب غاضبا فيقول (لا) يعود الطفل منكسراً متألماً فلم يطلب شيئا قبيحا أو مضراً ؟
لكنه يُذعن على مضض !
ثم في الغد يطلب الطفل نفس الطلب من الأب وتكون نفسيته مرتاحة فيقول (نعم ) ومع فرح الطفل بالموايطلب الولد من أبيه شيئا بسيطا ويكون الأب غاضبا فيقول (لا) يعود الطفل منكسراً متألماً فلم يطلب شيئا قبيحا أو مضراً ؟
لكنه يُذعن على مضض !
ثم في الغد يطلب الطفل نفس الطلب من الأب وتكون نفسيته مرتاحة فيقول (نعم ) ومع فرح الطفل بالموافقة ؛ إلا أن هناك أمراً لا يستطيع تفسيره ،فأمس (لا) واليوم (نعم ) فما هو الفرق ؟
وللأسف أن هذه الحالة ليست حالة عابرة مرت ولا تعود !
بل لا يكاد يمر يوماً إلا ويقع بعض الآباء والأمهات في مثلها !
يفترض أن تكون (لا) دائما (لا) لأننا لا نقولها إلا عندما لا نستطيع أن نقول (نعم )فنحن نقول (لا)
معللة بما فيه ضرر ديني أو دنيوي أو تعدي على حقوق الآخرين أو فيه تربية على دنو الهمة .
ولو كنا نسير على هذا المنهج لعرف أولادنا موقع (لا) من الإعراب ، ومتى تستخدم في الجملة .
حتى يصبح الولد يقول لنفسه (لا) في الوقت والظرف المناسب .
أما (لا) التي لا تُبنى على أي معيار وإنما يحددها الوضع النفسي لقائلها فهي معول هدم لأسس التربية الصحيحة .
و(لا) القوية على قلوب الصغار الضعيفة على أرض الواقع ومناهج التربية التي يطلقها أب أو أم فقط لإحكام السيطرة على الرعية دون أي فائدة تُجنى من خلفها هي في الحقيقة أداة حادة لتشتت الأسرة مشاعريا وإن اجتمعت جسدياً .
و(لا) المتسرعة التي ننطقها قبل أن يتم صغارنا كلامهم هي تحطيم للقلوب الحالمة الصغيرة ينشأ أولادنا بعد هذا على أن (لا) لا يحددها الصواب والخطأ وإنما يحددها (القوي والمتحكم فقط ).
ينشأ أولادنا بعد هذا على أن (لا) لا تحددها القيم والمبادئ وإنما يحددها الوضع النفسي لنا وقبولنا للطرف الآخر فقط .
وينشأ أولادنا بعد هذا على محاولة كسر (لا) المتغطرسة التي تحد من حرياتهم ؛ فعندما يملكون القوة الكافية لتجاوز (لا) يسارعون إلى ذلك ؛ ومن هنا نلمح تفسيراً لجنوح الكثير من المراهقين ومعاناة الوالدين .
صحيح أنها ليست السبب الوحيد ؛ لكنها أحد الأسباب المهمة في ذلك .
(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) تذكروا هذا الحديث جيداً .
(لا) التي تحطم نفوس الأطفال صغاراً ؛ هي نفسها التي تحبطهم عن الإنجاز كباراً .
أنا لا أقول قل (نعم) دائما ولكل شيء يطلبه أولادك ؛ لكني أقول لا تقل (لا) إلا عندما تكون هي الخيار الأنسب والحل الأنجع .
قلب بصرك فيمن حولك ؛بل وفي العالم الإسلامي أجمع لترى تلك الطفولة المعذبة ،تأمل في تلك الأجساد الصغيرة التي حطمتها أغلال (لا) .
لم يقل صلى الله عليه وسلم (لا) لأمامة بل حملها وهي يصلي !
ولم يقل صلى الله عليه وسلم (لا) للحسن أو للحسين يصعد على ظهره وهو ساجد .
فترفق أيها الأب الكريم ؛ورفقاً أيتها الأم الرحيمة؛
فليس الحزم في التربية (لا) بل قد تكون والعياذ بالله هي الهدم للتربية .
مسكين هذا الطفل ومغلوب على أمره ؛ فلا تعذبوه بلا دائما وأرحموه منها قدر الاستطاعة .
والله تعالى أجل وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعينفقة ؛ إلا أن هناك أمراً لا يستطيع تفسيره ،فأمس (لا) واليوم (نعم ) فما هو الفرق ؟

وللأسف أن هذه الحالة ليست حالة عابرة مرت ولا تعود !
بل لا يكاد يمر يوماً إلا ويقع بعض الآباء والأمهات في مثلها !
يفترض أن تكون (لا) دائما (لا) لأننا لا نقولها إلا عندما لا نستطيع أن نقول (نعم )فنحن نقول (لا)
معللة بما فيه ضرر ديني أو دنيوي أو تعدي على حقوق الآخرين أو فيه تربية على دنو الهمة .
ولو كنا نسير على هذا المنهج لعرف أولادنا موقع (لا) من الإعراب ، ومتى تستخدم في الجملة .
حتى يصبح الولد يقول لنفسه (لا) في الوقت والظرف المناسب .
أما (لا) التي لا تُبنى على أي معيار وإنما يحددها الوضع النفسي لقائلها فهي معول هدم لأسس التربية الصحيحة .
و(لا) القوية على قلوب الصغار الضعيفة على أرض الواقع ومناهج التربية التي يطلقها أب أو أم فقط لإحكام السيطرة على الرعية دون أي فائدة تُجنى من خلفها هي في الحقيقة أداة حادة لتشتت الأسرة مشاعريا وإن اجتمعت جسدياً .
و(لا) المتسرعة التي ننطقها قبل أن يتم صغارنا كلامهم هي تحطيم للقلوب الحالمة الصغيرة ينشأ أولادنا بعد هذا على أن (لا) لا يحددها الصواب والخطأ وإنما يحددها (القوي والمتحكم فقط ).
ينشأ أولادنا بعد هذا على أن (لا) لا تحددها القيم والمبادئ وإنما يحددها الوضع النفسي لنا وقبولنا للطرف الآخر فقط .
وينشأ أولادنا بعد هذا على محاولة كسر (لا) المتغطرسة التي تحد من حرياتهم ؛ فعندما يملكون القوة الكافية لتجاوز (لا) يسارعون إلى ذلك ؛ ومن هنا نلمح تفسيراً لجنوح الكثير من المراهقين ومعاناة الوالدين .
صحيح أنها ليست السبب الوحيد ؛ لكنها أحد الأسباب المهمة في ذلك .
(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) تذكروا هذا الحديث جيداً .
(لا) التي تحطم نفوس الأطفال صغاراً ؛ هي نفسها التي تحبطهم عن الإنجاز كباراً .
أنا لا أقول قل (نعم) دائما ولكل شيء يطلبه أولادك ؛ لكني أقول لا تقل (لا) إلا عندما تكون هي الخيار الأنسب والحل الأنجع .
قلب بصرك فيمن حولك ؛بل وفي العالم الإسلامي أجمع لترى تلك الطفولة المعذبة ،تأمل في تلك الأجساد الصغيرة التي حطمتها أغلال (لا) .
لم يقل صلى الله عليه وسلم (لا) لأمامة بل حملها وهي يصلي !
ولم يقل صلى الله عليه وسلم (لا) للحسن أو للحسين يصعد على ظهره وهو ساجد .
فترفق أيها الأب الكريم ؛ورفقاً أيتها الأم الرحيمة؛
فليس الحزم في التربية (لا) بل قد تكون والعياذ بالله هي الهدم للتربية .
مسكين هذا الطفل ومغلوب على أمره ؛ فلا تعذبوه بلا دائما وأرحموه منها قدر الاستطاعة .
والله تعالى أجل وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،