لسنا أنبياء و لا ملائكة

متى سيُصبح التعامل بمبدأ “حُسن الظنّ” أسلوب حياة نتعامل به مع بعضنا البعض ؟!
متى سنتوقف عن الهمز واللّمز عن هذا وذاك ؟!
متى سنتوقّف عن جَلد الملتحي حين يُخطئ وجَلد المنتقبة والمحجبة حين تزِلّ وتتعثر؟!
متى سنتوقف عن رصد أخطائهم ووضعها تحت المجهر لتصبح أكبر وأضخم ؟!
هؤلاء بمحاولتهم الحفاظ على بعض الفروض والقيام ببعض السُّنن لم يصبحوا أنبياء..إنما هم في طور المحاولة للثبات على هذا القليل الذي تمسّكوا فيه ..
هؤلاء ما زالوا بشراً يُفتَنون مثلكم وأكثر…فلا تُحَمِّلوهم أكثر مما يستطيعون..
ليس علينا سوى التناصح فيما بيننا بالمعروف…وإبداء حسن الظن قبل أي كلمة تقال..
فأنا لا أبيت ليلي مع ذاك الذي قضى نهاره يتنقل من ذنب لذنب حتى أرى إن كان يقضي ليله ندماً وطلباً للتوبة..أم لا..
ولست مُطّلعا على ما في قلبه حتى أراه راضٍ عما يقوم به أم لا…
لذلك ..لستُ مؤهلا للحكم على هذا وذاك بأنه منافق لمجرد أنه ملتزم ويرتكب بعض الأخطاء في السرّ أو العلن…من منكم بلا خطأ…وبلا ذنب ؟!
ارحموا أنفسكم من الإنشغال بحياة الناس..ولينشغل كلّ منّا بإصلاح نفسه..
إن استطعتم نصحاً بالمعروف فافعلوا..وإلاّ فالصمت خير..
مجتمع يعشق الفضيحة كعشقه لعينيه…وحتى حين يريدون المناصحة اختاروها فاضحة على الملأ..ثم يستغربون لِمَ يقابلهم المنصوح بجواب حادّ وإصرار على الخطأ..إنه يثأر لكرامته…فآتقوا الله فيمن تنصحون وفي أنفسكم..اللهم ربّي..أستغفرك وأتوب إليك…
كلنا نحتاج لمن يربت على كتفنا ويهمس لنا ناصحاً بالمعروف…ونبغض ذاك الذي يهيننا أمام الملأ يدّعي نُصحاً..
أحسنوا الظنّ بعضكم ببعض..
وانتقوا كلماتكم قبل أن تلقوها على مسامع الناس..
وجِدوا الأعذار لبعضكم ..
هذه التعاملات هي ما تجعل الوُدّ يزدهر في القلوب..وتخلق جوًّا من الطمأنينة في المجتمعات…
الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر هي مهمتنا جميعاً.. نعم مهمتنا ولو كنّا أصحاب خطايا..فلا تنتظر أن تصبح نبيًّا حتى تأمر بمعروف وتنهى عن منكر..ودعكَ ممن يتهمك بصاحب الألف وجه.. والمنافق…

شاهد أيضاً

أم على قلوب أقفالها؟

القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهو أفضل وأعظم ما تعبد به وبذلت فيه الأوقات والأعمار، إنه كتاب هداية وسعادة وحياة وشفاء وبركة ونور وبرهان وفرقان،