لا تزرعي الكراهية بين الأشقاء.. كيف تعالجين معضلة “الطفل المفضل”؟

هل يمكن فعلا أن نحب أحد أطفالنا أكثر من الآخر وننحاز إليه دون أن ندرك ذلك؟ وإذا حدث هذا الأمر كيف يمكن أن نتحكم في مشاعرنا لنحافظ على الصحة النفسية لأبنائنا وعلى استقرار العائلة؟

في هذا التقرير، يسلط موقع “مامان بور لافي” Mamanpourlavie الضوء على ما تعرف بمشاعر انحياز الوالدين إلى “الطفل المفضل” وتأثيراتها النفسية على الأبناء.

يقول الموقع إنه من الطبيعي أن يكون أحد الأطفال أقرب إلى قلب أبويه من الآخرين، وإنه ليس هناك داع للشعور بالذنب عندما لا نحب أطفالنا بالقدر ذاته، لكن الشيء المهم والضروري هو التحكم في مشاعرنا وعدم إظهار الانحياز إلى “الطفل المفضل” بشكل يؤذي مشاعر إخوته.

عوامل مؤثرة
يبين الموقع أن علاقة الوالدين العاطفية بالأطفال تتأثر بعدة عوامل تجعلهما يحبان أحد الأبناء أكثر من الآخرين، ومن أهم هذه العوامل:

– لحظة الولادة: أي هل كان الزوجان في حالة وئام عندما ولد الطفل أم لا؟ وهل ارتاحت الأم جيدا أثناء إجازة الأمومة أم أنها تركت العمل؟ وغيرها من التفاصيل.

– ذكريات الوالدين من مرحلة الطفولة: تلعب دورا مهما جدا، فقد يتصرفان مع الأطفال بطريقة تشبه ما عاشاه في الصغر، فإذا كان الأب مثلا أصغر أشقائه فقد يميل إلى ابنه الأصغر.

– عوامل التشابه: يعرف ذلك بـ”تأثير المرآة”، أي أننا قد نميل إلى الطفل الذي يشبهنا كثيرا من الناحيتين الجسدية والعاطفية.

احذري من الانحياز
يؤكد الموقع أنه من المستحيل أن نحب أطفالنا بالدرجة ذاتها، فهناك غالبا “طفل مفضل”، لكننا نتجنب عادة التفكير في الأمر بشكل معمق.

وما يجب أن ندركه ونتقبله هو أننا نحب جميع أبنائنا لكن بدرجات متفاوتة، وهذا الشعور يتطور بناء على جنس الطفل وعمره وسماته الشخصية واهتماماته والطاقة التي يتطلبها منا الاعتناء به.

وإذا كان من الصعب التحكم في مشاعرنا فإن ما نستطيع أن نتحكم فيه هو السلوك تجاه الأطفال، إذ إننا مطالبون بعدم إظهار الانحياز إلى “الطفل المفضل”، والاهتمام بأدق التفاصيل لكي لا يشعر أي من الأطفال الآخرين بأنه لا يحظى بالقدر ذاته من العناية.

على سبيل المثال، إذا اشتريت ملابس جديدة للطفل الأول ثم استخدمها الطفل الثاني فاشرحي له أن الهدف هو توفير المال وليس تفضيل الأخ الأكبر.

انتبهي أيضا عند تقديم الطعام على المائدة، فوضع الطبق أمام طفل قبل الآخر قد يثير الغيرة والمشاكل.

من السهل أن يشعر الأطفال بالإهمال وأن تسيطر عليهم المشاعر السلبية إذا شاهدوا سلوكا منحازا تجاه أحد الأشقاء، لذلك يجب أن نحذر من الانسياق وراء العواطف، وأن نعامل الأبناء على قدم المساواة حتى لا تتعكر الأجواء داخل العائلة.

تعرّف على أطفالك جيدا
يؤكد الموقع أنه يجب على الوالدين أن يتعرفا جيدا على خصال كل طفل من أطفالهما وطباعه التي تميزه عن إخوته، للتحكم في مشاعر الانحياز إلى ابن دون الآخر.

وفي هذا السياق، بإمكانك إعداد قائمة تتضمن أفضل 5 صفات لكل من أطفالك أو قائمة بالأشياء الخمسة التي يجيدها كل واحد منهم أكثر من الآخر، وستتيح لك هذه الطريقة معرفة أطفالك بشكل أفضل.

وكلما سنحت الفرصة حاولي أن تقومي بنشاط خاص مع كل طفل من أطفالك على حدة، فمثلا، تناولي كوب شوكولاتة ساخنة في المقهى مع طفلك الأكبر، وقومي برحلة ترفيهية مع ابنتك، واقضي وقتا ممتعا في الحديقة مع طفلك الأصغر، وستدركين حينها أن كل طفل يمكن أن يجعلك تعيشين شعورا رائعا ومختلفا.

ومن الجيد أيضا عدم التدخل في الخلافات بين الإخوة، واتركيهم يحلون مشاكلهم بمفردهم، تجنبا لأي سلوك منحاز قد يزيد الأمور سوءا.

ماذا لو كان للجدة حفيد مفضل؟
إذا كانت الجدة تقيم في البيت وأظهرت انحيازا إلى حفيد دون غيره فاحرصي على معالجة الموقف بأسرع وقت ممكن، تحدثي معها في الأمر وحاولي توضيح أن ذلك سيؤثر سلبا على العائلة والعلاقات بين الأشقاء.

وإذا كانت الجدة تقيم في مكان آخر وترى بعض الأحفاد أكثر من غيرهم فلا داعي لتهويل الأمر، فمن الطبيعي أن تميل أكثر للحفيد الذي يزورها باستمرار، لكن إذا ساءت الأمور فقد تحتاجين إلى مساعدة من الجد لإقناع الجدة بالتحكم في مشاعرها بعض الشيء.

المصدر : الصحافة الفرنسية

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".