لا تتبعوا خطوات الشيطان

أخبرنا الله بالعداوة العظيمة التي قطع فيها الشيطان ميثاقًا على نفسه بأن يُضلنا، وأن يُغوينا، وأن يتسلَّط علينا من كل صوب وحَدَبٍ. فنبهنا سبحانه و تعالى إلى الا نتبع حتى خطواته.
فالشيطان لا يقود الإنسان إلى الشر هرولة وإنما بخطوات متدرجة حتى يسكِّنه و لا ينفر.
وقد تنوعت عبارات السلف رحمهم الله تعالى في بيان خطوات الشَّيْطان فقيل: آثاره، وقيل: عمله، وقيل: طرقه التي يدعوهم إليها. وقال قتادة والسدي: كل معصية لله فهي من خطوات الشيطان.

وقال ابن عطية رحمه الله تعالى: وكل ما عدا السنن والشرائع من البدع والمعاصي فهي خطوات الشيطان.

وقال ابن عثيمين رحمه الله تعالى: كل شيء حرمه الله فهو من خطوات الشيطان سواء كان عن استكبار، أو تكذيب، أو استهزاء، أو غير ذلك؛ لأنه يأمر به، وينادي به، ويدعو إليه.

ولا فرق بين أن يقال “اتبع فلان الهوى” وبين “اتبع الشهوة أو الشيطان” في أن المقصد بذلك متابعة ما يصد عن سبيل الله عز وجل.

ويلاحظ في القرآن الكريم أن الله تعالى كرر النهي عن اتباع خطوات الشيطان، ولم يقل لا تتبعوا الشيطان، ولعل ذلك لأمرين:

الأول: من جهة العبد، فمن المستبعد أن يتبع الشيطان وهو يعلم عداوته له؛ فحذر الله تعالى العبد مما لا ينتبه له وهو خطوات الشيطان.

الثاني: من جهة الشيطان، وهو أنه يتدرج مع المؤمن في الإغواء، فيزين له التوسع في المباحات، ثم التساهل في المتشابهات، فغشيان محقرات الذنوب، إلى أن يصل به إلى الحرام المحض، بل إلى الكبائر والعياذ بالله تعالى. ويبعد جدا أن عبدا مؤمنا مطيعا لله عز وجل، منته عن محارمه ينتقل فجأة إلى الموبقات وكبائر الذنوب، لكن يصل إليها بالتدرج إذا تسلط عليه الشيطان بخطواته، ووجده يسير معه فيها. وإذا عجز عن العبد من جهة المعصية؛ لمتانة دينه وبعده عن الشهوات، أتاه من جهة البدعة والوسوسة في الطاعات.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *