“لا أستطيع القول إن الهولوكوست حقيقة”.. جملة تكلف مدير مدرسة بفلوريدا منصبه

عزل مدير مدرسة ثانوية بفلوريدا بعد أن أبلغ ولي أمر أحد الطلاب أن تعليم المحرقة اليهودية “الهولوكوست” لا يتم تطبيقه في المدرسة، لأن الجميع لا يعتقد أنها حدثت، حسبما ذكرت هافينغتون بوست.

وتسببت تعليقات المدير وليام لاتسون برد فعل كبير في مجتمع مدينة بوكا راتون بفلوريدا الذي يضم عددا كبيرا من السكان اليهود.

وتواصلت الأم التي لم تكشف هويتها مع مدير مدرسة سبانيش ريفر في بوكا راتون لسؤاله عن كيفية إعطاء المدرسة الأولوية للتعليم فيما يخص الحرب العالمية الثانية بوصفه جزءا من منهج التاريخ، وكانت تستفسر على وجه التحديد عن كيفية تعليم المحرقة للطلاب. وذكّرت الوالدة المدير بقانون صدر في ولاية فلوريدا عام 1994 يلزم بتعليم المحرقة في المدارس العامة.

وردا على ذلك، أرسل لاتسون رسالة بالبريد الإلكتروني أخبر فيها الأم أن مدرسته تقدم درسا إلزاميا ليوم واحد لطلاب الصف العاشر ولا يلزم الطلاب بحضور مقرر كامل عنها، لأن “بعض الآباء لا يرغبون في أن يشارك أولادهم”، لكن هذا الكلام لم يرُق للأم التي ردت بالقول “إن الهولوكوست حدث واقعي وتاريخي”.

فرد المدير بالقول “لا يعتقد الجميع أن المحرقة حدثت ولديك أفكارك، لكننا مدرسة عامة وليس كل آباء الطلاب لديهم المعتقدات نفسها حتى يتفاعلوا بشكل مختلف”. وأضاف “لا أستطيع أن أقول إن الهولوكوست حدث واقعي وتاريخي، لأنني لست في وضع يسمح لي بالقيام بذلك بصفتي موظفا في هذه المدرسة”. وأوضح المدير أنه في حين تقدم المدرسة معلومات عن المحرقة للطلاب، فإنها تترك الأمر لهم لتشكيل آرائهم الخاصة.

كما أخبر لاتسون الأم أثناء المراسلات أن طريقة تدريس المحرقة نفسها يتم تطبيقها على دروس العبودية.

وفي وقت لاحق، التقت الأم ووالد آخر مع لاتسون لاقتراح إضافة الأدب المرتبط بالمحرقة إلى المناهج الدراسية، واقترحا عليه مذكرات “نايت” عن الهولوكوست التي كتبتها الحائزة على جائزة نوبل والناجية من المحرقة إيلي ويزل. وناقشا معه أيضا عقد جمعية لكامل هيئة التدريس لعرض قصة المحرقة علانية، لكن ذلك لم يحدث.

وبعد أن انتشرت تعليقاته على وسائل التواصل الاجتماعي وأمام حملة عنيفة تعرضت لها المدرسة وجد مدير المدرسة نفسه مضطرا لإصدار اعتذار علني، خاصة أن المدرسة لم تتخذ أي إجراء تجاه المدير عقب الحادثة.

وقال لاتسون دفاعا عن موقفه إن الآراء المعبر عنها في مراسلات البريد الإلكتروني “لا تعكس بدقة التزامي المهني والشخصي بتثقيف جميع الطلاب حول فظائع المحرقة”.

وبعد تلك الحادثة زار لاتسون في الصيف متحف الهولوكوست بواشنطن في نوع من الاعتذار ولتثقيف نفسه عن المأساة، حسب قوله.

ويرى المتحف أن إنكار الهولوكوست هو شكل من أشكال معاداة السامية. ويقول موقع المتحف على الإنترنت “إن المجتمع الذي يتسامح مع اللا سامية يكون عرضة لأشكال أخرى من العنصرية والكراهية والقمع”. ويضيف “إن إنكار أو تشويه هذا السجل التاريخي يهدد الفهم المجتمعي لكيفية حماية الديمقراطية والحقوق الفردية”.

ويرى موقع المتحف إن الذين يشككون في الهولوكوست دافعهم “الكراهية لليهود عموما والبناء على الادعاء بأن المحرقة تم اختراعها أو المبالغة فيها من قبل اليهود باعتبار ذلك جزءا من مؤامرة للنهوض بالمصالح اليهودية”.

وبسبب الخوف من الاتهام بمعاداة السامية، بدأت مؤخرا منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب في إزالة المحتوى الذي يشتبه بأنه معاد للسامية.

وفيما يتعلق بالمدير، فقد أعلنت المقاطعة التي تقع فيها المدرسة أنه سيتم في الواقع اتخاذ إجراءات ضد لاتسون.

ووفقا لصحيفة بالم بيتش بوست، أعلن اليوم الاثنين أن لاتسون ستتم إعادة تعيينه في وظيفة أخرى على الفور. وقال متحدث باسم المنطقة “لقد ارتكب لاتسون خطأ فادحا في الحكم الذي كتبه، وبالإضافة إلى كونه مسيئا، فإن تصريح المدير غير مدعوم من إدارة التعليم بالمنطقة أو من مجلس المدرسة”.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".