لأول مرة منذ 20 عاما.. 15 ميلاً بحرياً لصيادي غزة..

قررت إسرائيل السماح للصيادين في قطاع غزة بالوصول إلى 15 ميلاً بحرياً، بموجب “تفاهمات التهدئة” مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقوى المقاومة في القطاع، التي يتوقع الإعلان عنها رسمياً مع عودة الوفد الأمني المصري خلال أيام بالجداول الزمنية للتنفيذ.
ورغم دخول القرار الإسرائيلي حيز التنفيذ صباح اليوم الاثنين، فإن الصيادين لم يتمكنوا من الوصول إلى هذا العمق، بسبب “الأحوال الجوية العاصفة”، وافتقارهم كثيرا من المعدات، التي تمنع إسرائيل توريدها للقطاع ذي الساحل الصغير منذ فرض الحصار عليه إثر فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية الثانية.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن هذه المرة الأولى -منذ اتفاقية أوسلو الموقعة عام 1993- التي تسمح فيها إسرائيل للصيادين في غزة بالوصول إلى 15 ميلاً بحرياً، علماً بأن الاتفاقية تنص على عشرين ميلاً.

عبد المعطي الهبيل رئيس جمعية التوفيق التعاونية لصيادي الأسماك في غزة (الجزيرة نت)
ثلاثة أجزاء
وأكد رئيس “جمعية التوفيق التعاونية لصيادي الأسماك” عبد المعطي الهبيل للجزيرة نت أن الصيادين لم يتمكنوا منذ ما قبل اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000 من الوصول إلى 15 ميلاً بحرياً، بسبب القيود الإسرائيلية.

وأوضح أن التسهيلات الإسرائيلية لا تزال مقيدة، حيث تقسم إسرائيل البحر إلى ثلاثة أجزاء؛ فمن الحدود الشمالية للقطاع وحتى ميناء غزة (مرفأ الصيادين) يسمح بالصيد في نطاق ستة أميال فقط، ومن الميناء وحتى المنطقة الوسطى من القطاع يسمح بالصيد لـ12 ميلاً، ومنها حتى مدينة رفح على الحدود مع مصر تمتد المساحة إلى 15 ميلاً.

يذكر أن شاطئ قطاع غزة يمتد على مسافة لا تتجاوز أربعين كيلومتراً من منطقة الواحة على الحدود الشمالية للقطاع، وحتى مدينة رفح على الحدود الفلسطينية المصرية، ويعمل فيه نحو أربعة آلاف صياد، فضلاً عن آخرين يعملون في مهن أخرى مرتبطة بالصيد.

وأكد الهبيل أنه لا يوجد قارب في غزة في الوقت الحالي يستطيع الوصول إلى عمق 15 ميلاً بحرياً، بسبب عدم توفر “أسلاك الستي” الخاصة بجر شباك الصيد في “لنشات الجر” (المراكب الكبيرة)، ومعدات أخرى تمنع إسرائيل توريدها للقطاع.

وقال إن إسرائيل أبدت موافقة أولية على توريد الأسلاك، ودراسة باقي احتياجات الصيادين في غزة، التي تسلمت قائمة مكتوبة بها منذ ستة شهور، عقب مباحثات التهدئة التي بدأتها مصر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتوقفت شهورا قبل أن تستأنف في الأسابيع القليلة الماضية.

مراكب في ميناء غزة (الجزيرة نت)
فترة اختبار
بدوره، كشف مدير جمعية التوفيق هشام بكر عن أن التسهيلات البحرية ستتم على مرحلتين؛ ففي المرحلة الأولى سيتم السماح خلالها لـ15 “لنش” (مركبا كبيرا) بالوصول إلى 15 ميلاً بحرياً كفترة “اختبار”، واستناداً إلى تقييم “الأوضاع الميدانية والحالة الأمنية” سيتم الانتقال للمرحلة الثانية بالسماح لباقي المراكب الكبيرة.

وقال بكر للجزيرة نت إن عشرين مركبا كبيراً في غزة قادرة على الوصول إلى هذا العمق، في حين تقبع مراكب أخرى في الميناء، ولا تتوفر لها المعدات اللازمة من أجل صيانتها وإعادتها للعمل، موضحاً أن آلاف الصيادين وأسرهم والعاملين في مهن مساعدة سيستفيدون من هذه التسهيلات في حال التزمت إسرائيل بتطبيقها.

وأكد الصياد صالح أبو ريالة للجزيرة نت أن هذه التسهيلات تفيد الصيادين الذين تكبدوا خسائر فادحة مباشرة وغير مباشرة على مدار سنوات الحصار، وكذلك سكان غزة المحرومين من كثير من أصناف السمك منذ سنوات طويلة، مستدركاً: لكنها تبقي بلا قيمة إذا واصلت إسرائيل فرض قيودها على قطع الغيار والمعدات اللازمة لصيانة وتأهيل المراكب و”اللنشات”.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.