كيف هو الغربال؟

عايف التنكة

قال لي كيف هو الغربال؟
وكيف يَميزَ هذا عن ذاك ويُفضّل هذا عن أولئك؟

قلت له ألم تذهب لصلاة الظهر يوماً فوجدت الجميع يصلي؟
قال بلى
قلت فانتهت الصلاة، وهرع الكثير منهم إلى الباب وكأنهم يهربون من أمر مروع!

قال صحيح، وهذا حال الأغلبية منا!

قلت وبقي البعض لصلاة السنة ، ثم غادر
ثم بقي قلّة لذكر الله كما كان نبينا محمد صلى الله عليه و سلم يفعل!
قال بلى
قلت فالكل أدى واجبه، والبعض أدى بعض السنن والبعض استزاد فتميز ولا يستوي هذا و ذاك عند ربك.

فهؤلاء الذين صبروا وتحملوا وآثروا البقاء حتى الختام لايستوون مع الذين غادروا بعد تمام الصلاة رغم قدرتهم على البقاء!

فبقدر صبرك على العبادة وإتقانك إياها بقدر ما تتقرب من الله عز وجل، وبقدر ما تنال من درجات وامتيازات.

وانظر إلى حالنا، نعبد الله حتى نظن أننا قد فعلنا ما علينا، فيميز الله صفوفنا ليختار ويصطفي ويهب و يرزق من يشاء.

فترى الشهيد والعابد والزاهد والمقتصد والمداوم وغيره من أوصاف.

يقول الله تعالى:
(أَمَّنۡ هُوَ قَـٰنِتٌ ءَانَاۤءَ ٱلَّیۡلِ سَاجِدࣰا وَقَاۤىِٕمࣰا یَحۡذَرُ ٱلۡـَٔاخِرَةَ وَیَرۡجُوا۟ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ قُلۡ هَلۡ یَسۡتَوِی ٱلَّذِینَ یَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا یَتَذَكَّرُ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ ۝ قُلۡ یَـٰعِبَادِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمۡۚ لِلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ فِی هَـٰذِهِ ٱلدُّنۡیَا حَسَنَةࣱۗ وَأَرۡضُ ٱللَّهِ وَ ٰ⁠سِعَةٌۗ إِنَّمَا یُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَیۡرِ حِسَابࣲ)

ويقول تعالى :
(لَّا یَسۡتَوِی ٱلۡقَـٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ غَیۡرُ أُو۟لِی ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَـٰهِدُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ بِأَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَـٰعِدِینَ دَرَجَةࣰۚ وَكُلࣰّا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ عَلَى ٱلۡقَـٰعِدِینَ أَجۡرًا عَظِیمࣰا)

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.