كورونا يتسارع مجددا في ألمانيا… وبريطانيا وأستراليا وإيران إلى تخفيف الإجراءات

ووكالات: يأتي تخفيف إجراءات العزل في عدد من دول العالم وسط مخاوف من عودة انتشار فيروس كورونا، خاصة بعد أن شهدت ألمانيا ارتفاعاً في الإصابات بعد أن قامت بتخفيف الإجراءات.

وأظهرت بيانات رسمية أمس الأحد أن تفشي الفيروس يتسارع مجدداً في ألمانيا، بعد أيام فقط من إعلان المستشارة أنغيلا ميركل أن البلاد قد تعود إلى وضعها الطبيعي تدريجياً.
وقال معهد روبرت كوخ للصحة العامة إن معدل العدوى بالفيروس في ألمانيا ارتفع إلى 1.1، ما يعني أنه يمكن لعشرة مصابين بكوفيد 19 نقل العدوى إلى ما معدله 11 شخصا آخرين. وحذّر المعهد مراراً من أن السيطرة على تفشي الوباء وإبطاءه يستدعيان إبقاء المعدّل تحت الواحد. وحتى الأربعاء، كان معدل انتقال العدوى في ألمانيا 0.65.
لكن منذ ذلك الحين أعلنت البلاد مجموعات من الإصابات الجديدة في دور رعاية المسنّين ومسالخ للحوم.
وحذّر المعهد من أنه لا يزال من المبكر وضع استنتاجات، لكنه أفاد بأنه سيتعيّن مراقبة عدد الإصابات الجديدة «عن كثب في الأيام المقبلة».
وأعيد فتح معظم المتاجر وساحات ألعاب الأطفال، بينما بدأ الطلبة بالعودة تدريجيا إلى صفوفهم، في وقت ينتظر أن تعيد المقاطعات بدرجات متفاوتة فتح المطاعم والصالات الرياضية ودور العبادة. إلا أن السلطات الألمانية اتفقت على إعادة فرض القيود إذا ارتفع معدّل العدوى إلى أكثر من 50 حالة بين كل 100 ألف من السكان لأسبوع، وحصل ذلك بالفعل في ثلاث مناطق على الأقل خلال الأيام الأخيرة، حسب المعهد.
أما في بريطانيا قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الأحد إنه لن يتم في الوقت الحالي إلغاء إجراءات العزل العام في البلاد، لكنه أشار إلى خطط لبدء تخفيف بعض الإجراءات تدريجيا بعد إغلاق معظم الاقتصاد لمدة تقارب سبعة أسابيع.
وقال جونسون في خطاب أذاعه التلفزيون «إنهاء إجراءات العزل العام هذا الأسبوع ليس الوقت المناسب… بدلا من ذلك، نتخذ الخطوات الدقيقة الأولى لتعديل إجراءاتنا».
وأضاف أنه اعتبارا من غد الاثنين، سيتم تشجيع أولئك الذين لا يستطيعون العمل من المنزل بنشاط على الذهاب إلى العمل، كما سيُسمح للأشخاص بدءا من يوم الأربعاء بالتريض في الهواء الطلق بدون حد أقصى للمدة ما داموا يلتزمون بإرشادات التباعد الاجتماعي. وقال «يمكنك الجلوس تحت أشعة الشمس في متنزهك المحلي، ويمكنك القيادة إلى وجهات أخرى، بل ويمكنك ممارسة الرياضة ولكن فقط مع أفراد أسرتك».
وتم رفض فكرة تخفيف الإجراءات في ويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية. وقالت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن إن التعديل الوحيد الذي ستُدخله على إجراءات العزل العام هو السماح للسكان بالتريض أكثر من مرة يوميا.
وأضافت «هذا هو التغيير الوحيد الذي ترى حكومة اسكتلندا أنه آمن حاليا دون المخاطرة بعودة سريعة لانتشار الفيروس».
وتابعت قائلة إنها ستتمسك برسالة «ابقوا في المنزل»، وطلبت من حكومة المملكة المتحدة عدم استخدام حملة «ابقوا حذرين» الدعائية في اسكتلندا.
وذكرت صحيفة «صنداي تايمز» أن مستشارين علميين قالوا للحكومة إن عدد الوفيات قد يتجاوز المئة ألف بنهاية العام إذا تم تخفيف إجراءات العزل بصورة أسرع من اللازم.
وفي أستراليا، قالت غلاديس بيريجليان رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز أمس الأحد، إن أكبر ولايات أستراليا من حيث عدد السكان، والتي تضم سيدني، ستسمح للمقاهي والمطاعم والملاعب وحمامات السباحة غير المغطاة باستئناف نشاطها اعتبارا من يوم الجمعة، بعد أن أظهرت الاختبارات المكثفة تباطؤ انتشار فيروس كورونا بشكل كبير.
ونيو ساوث ويلز هي أكثر الولايات تضررا من فيروس كورونا في أستراليا حيث بلغ نصيبها من حالات الإصابة المؤكدة والوفاة نحو 45 ٪ من إجمالي الحالات في البلاد، لكنها سجلت حالتين جديدتين فقط يوم السبت من بين نحو عشرة آلاف شخص أجريت لهم اختبارات، مما مهد الطريق أمام تخفيف حذر لتدابير العزل العام.
وقالت بيريجليان للصحافيين أمس الأحد «ليس معنى تخفيفنا القيود أن الفيروس أصبح أقل فتكا أو أقل خطرا، كل ما يعنيه ذلك هو أننا قمنا بعمل جيد حتى الآن».
وفي حين أعلنت الحكومة الإيرانية أنها تخطط لإعادة فتح المزارات الدينية بعد رمضان، يتخوف الإيرانيون من أن تخفيف إجراءات العزل قد يؤدي إلى عودة الوباء إلى الانتشار.
وفي العاصمة، حذّر أحد أعضاء فريق العمل المعني بمكافحة الفيروس من أن القواعد الصحية الحالية لن تسمح بالسيطرة على تفشي المرض في طهران.
وقال علي ما ماهر لوكالة «اسنا» الإخبارية إنه «مع إعادة فتح الأعمال التجارية، نسي الناس القواعد» الصحية، مضيفا أن عودة الحياة إلى طبيعتها «لربما كانت مبكرة جدا».
وبالفعل اضطرت الحكومة إلى إعادة فرض الحجر على جزء من جنوب غرب البلاد الغني بالنفط في الأسبوع المقبل، مع إغلاق جميع الطرق الرئيسية في المنطقة، حسبما أفادت وكالة «تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية.
ونقلت الوكالة عن مكتب الشؤون العامة لحاكم مقاطعة عبادان قوله إنه سيتم غلق جميع البنوك والمكاتب والشركات في المقاطعة، التي تضم أقدم مصفاة نفط في الشرق الأوسط والمركز التقليدي لصناعة الطاقة في إيران.
وذكرت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء أن إيران سجلت زيادة في العدد اليومي لحالات الإصابة بفيروس كورونا في وقت سابق من هذا الأسبوع.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".