كورونا.. دراسة تؤكد فعالية كل اللقاحات ضد الأعراض الخطيرة وحصيلة جديدة لضحايا “الفطر الأسود” في الهند

حملت دراسة أميركية وأخرى بريطانية أنباء إيجابية حول فعالية لقاحات كورونا، بما في ذلك المضادة للمتحور الهندي، بينما يثير مرض “الفطر الأسود” مخاوف بالهند وسط تحذيرات من موجة ثالثة من الوباء قد تضرب البلاد.

فقد كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة فلوريدا الأميركية أن جميع اللقاحات الحالية المضادة لفيروس كورونا توفر درجة عالية من الحماية من الأعراض الخطيرة التي تستدعي النقل للمستشفيات، ومن الوفاة.

ونقلت وكالة “بلومبرغ” (Bloomberg) للأنباء -أمس السبت- عن الدراسة أن فعالية اللقاحات ضد الأمراض المرتبطة بكورونا بلغت ما متوسطه حوالي 85% بعد دورة كاملة، وترتفع إلى ما يقرب من 100% فيما يتعلق بالحماية من الأمراض الشديدة أو نقل المصابين إلى المستشفيات أو الوفاة.

وقال الباحثون إن “هذه التقديرات يجب أن تكون مفيدة لبناء نماذج حسابية لتأثير التطعيم، واتخاذ قرارات سياسية تنطوي على التطعيم”.

وأوضح الباحثون أنهم يخططون لتحديث أبحاثهم التي تلقت تمويلا من المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، مع توفر المزيد من المعلومات.

وقد مكنت السرعة غير المسبوقة -التي تم بها تطوير اللقاحات الآمنة والفعالة وطرحها في جميع أنحاء العالم- من إعادة فتح الكثير من الاقتصادات، مما مهد الطريق للتعافي من أسوأ جائحة منذ قرن.

ومع ذلك، فإن الانتشار غير المنضبط للفيروس يهدد بتكاثر سلالات متحورة جديدة قد تقوض فعالية هذه التطعيمات.

دراسة بريطانية: لقاحان فعالان ضد المتحور الهندي
كما أظهرت دراسة -أجرتها السلطات الصحية في بريطانيا ونشرت نتائجها أمس السبت- أن لقاحي “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech)، و”أسترازينيكا-أكسفورد” (AstraZeneca-Oxford) فعّالان ضد النسخة الهندية المتحوّرة من الفيروس بنفس نسبة فعاليتهما تقريبا ضد النسخة البريطانية، علما أن النسختين انتشرتا في عشرات الدول.

ووفقا للدراسة التي أجرتها وكالة الصحة العامة في إنجلترا بين الخامس من أبريل/نيسان و16 مايو/أيار؛ فإن لقاح فايزر-بيونتك وفر بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية فعالية بنسبة 88% ضد المتحور الهندي المصحوب بأعراض، وبنسبة 93% ضدّ المتحور البريطاني المصحوب بأعراض.

في المقابل، بلغت فعالية لقاح أسترازينيكا-أكسفورد -بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية- 60% ضد المتحور الهندي المصحوب بأعراض، و66% ضد المتحوّر البريطاني المصحوب بأعراض.

وبحسب الدراسة، فإن لقاحي فايزر-بيونتك وأسترازينيكا-أكسفورد وفّرا -بعد 3 أسابيع من تلقي الجرعة الأولى- فعالية بنسبة 33% ضد المتحور الهندي المصحوب بأعراض، وبنسبة 50% ضد المتحور البريطاني المصحوب بأعراض.

ورحب وزير الصحة البريطاني مات هانكوك بنتائج الدراسة التي تأتي في وقت تعوِّل الحكومة على حملة التلقيح الوطنية لمكافحة المتحور الهندي الذي يهدد تفشيه بعرقلة خطة إعادة فتح الاقتصاد في البلاد.

يذكر أن أكثر من 70% من البالغين في بريطانيا تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لكورونا، في حين تجاوزت نسبة أولئك الذين تلقوا اللقاح بجرعتيه 40%.

التهابات في القلب
وفي مقابل، بالنسبة للأنباء الإيجابية التي حملتها الدراستان؛ ذكرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن بعض المراهقين والبالغين الشباب الذين تلقوا التطعيمات الواقية من فيروس كورونا عانوا من التهاب في القلب، وأوصت بمزيد من الدراسة لتلك الحالة النادرة.

وفي بيان لها صدر أمس السبت، قالت اللجنة الاستشارية عن التحصين في المراكز الأميركية إنها تلقت تقارير أفادت بأن عددا صغيرا من الشباب الذين حصلوا على اللقاح -ومعظمهم من الذكور- عانوا من التهابات بعضلة القلب.

وأضافت اللجنة أن الحالة تزول في الغالب بدون مضاعفات، وقد تنجم عن مجموعة متنوعة من الفيروسات.

وذكر البيان أن أنظمة المراقبة بالمراكز لم تكتشف عددا أكبر من المتوقع بين الحاصلين على التطعيم، لكنها أوضحت أن أعضاء اللجنة أوصوا بضرورة إخطار مقدمي الرعاية الصحية بالتقارير.

وفي وقت سابق من مايو/أيار الجاري، أقرت الولايات المتحدة استخدام لقاح فايزر-بيونتك للأطفال في سن 12 إلى 15 عاما.

مصابان بأعراض شديدة جراء فيروس كورونا في مستشفى بولاية أوتار براديش الهندية (رويترز)
الهند.. “الفطر الأسود” والموجة الثالثة
وفي الهند -التي لا تزال تسجل أعدادا كبيرة من الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا- أفادت بيانات رسمية اليوم الأحد بتسجيل 9 آلاف إصابة حتى الآن بمرض الفطر الأسود، وهو مرض فطري يصيب المرضى بفيروس كورونا والمتعافين منه.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” (Associated Press) عن وسائل إعلام هندية أن 250 شخصا توفوا حتى الآن بمرض الفطر الأسود المعروف علميا باسم (mucormycosis)، ويعرف أيضا باسم (black fungus).

وجاء في تقرير -نشرته وكالة الصحافة الفرنسية مؤخرا- أن هذا المرض الذي كان موجودا بالهند قبل تفشي فيروس كورونا يؤدي إلى وفاة أكثر من 50% من المصابين به في غضون أيام.

وفي بعض الحالات، يقوم الجراحون بإزالة العينين والفك العلوي لوقف انتشار العدوى، وفقا لنفس التقرير.

وفي حين يواصل فيروس كورونا الانتشار بأرياف الهند في ظل ضغط كبير على المرافق الصحية؛ سجلت السلطات اليوم 340 ألف إصابة جديدة بالفيروس؛ مما يرفع الإجمالي إلى 26.5 مليون إصابة، وأكثر من 3 آلاف و700 حالة وفاة إضافية ترفع المجموع إلى نحو 300 ألف وفاة.

ويأتي ذلك وسط تحذيرات من أن البلاد قد تشهد موجة ثالثة من الوباء، خاصة في ظل بطء نسق حملة التطعيم.

رجل يدعو لوالدته التي توفيت جراء فيروس كورونا في مقبرة بالعاصمة الماليزية كوالالمبور (وكالة الأنباء الأوروبية)
حصيلة الإصابات والوفيات عالميا
وعلى صعيد تفشي الوباء عالميا، سجلت البرازيل -وهي من بين الدول الأكثر تضررا منه- أكثر من 76 ألف إصابة جديدة بالفيروس، ونحو 1900 وفاة إضافية.

من جهتها، سجلت المكسيك -أمس السبت- أكثر من 2500 إصابة جديدة بفيروس كورونا و341 وفاة، وكانت البلاد تسجل سابقا أعدادا أكبر بكثير من الإصابات والوفيات جراء الفيروس.

وفي أوروبا، سجلت بريطانيا أمس نحو 2700 إصابة جديدة بالفيروس، مما يعني تسجيل 17 ألفا و410 إصابات جديدة بين 16 و22 مايو/أيار الجاري بزيادة 10.5% مقارنة بالأيام السبعة السابقة.

وسجلت ألمانيا اليوم أكثر من 6 آلاف و700 إصابة جديدة، في حين تراجعت حصيلة الإصابات في إيطاليا إلى أقل من 5 آلاف إصابة، والوفيات إلى 125 وفاة.

وفي فرنسا -التي بدأت تخفيف القيود تدريجيا منذ بداية الشهر الجاري- انخفض العدد الإجمالي للأشخاص الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب كورونا إلى أقل من 20 ألفا، وذلك لأول مرة منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي جنوب شرقي آسيا -وفي حين تواصل الصين تسجيل عدد قليل من الإصابات يوميا- سجلت ماليزيا اليوم حصيلة قياسية قاربت 7 آلاف إصابة جديدة بفيروس كورونا.

في السياق، كشفت وكالة أسوشيتد برس أمس السبت إصابة أكثر من 100 متسلق وموظف دعم بقمة “إيفرست” في نيبال بفيروس كورونا.

عربيا، سجلت مصر أمس السبت 1150 إصابة جديدة و59 حالة وفاة إضافية جراء الفيروس.

عالميا، تجاوز عدد الإصابات بالفيروس اليوم 167 مليونا، وارتفعت الوفيات إلى 3 ملايين و469 ألفا، في حين تخطى عدد المتعافين 148 مليونا، وفق أحد البيانات التي ينشرها موقع “وورلد ميتر” (Worldometer).

المصدر : الجزيرة + وكالات

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".