كلمة مندوب ليبيا في الجامعة العربيه


اليوم وانا اطلع على مذكرة الامانة العامة المتعلقة بالطلب المقدم لعقد اجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين حول ليبيا ،، انتابتني مشاعر مختلطة ملؤها الاستغراب الشديد من الاستجابة السريعة لطلب عقد الاجتماع وفي نفس يوم التقدم بالطلب ، في المقابل نذكر كيف تم تجاهل طلب بالخصوص من الدولة ذات الشأن وصاحبة القضية والازمة والمعاناة ، الجامعة العربية لم تستجب للطلب الذي تقدمت به دولة ليبيا منذ بداية العدوان الغاشم على العاصمة طرابلس لعقد اجتماع طارئ لمجلسها وتجاهلت الامر تماماً ولم يقم امينها العام بأية مبادرات او ارسال مبعوث بل ولم نسجل له زيارة ليبيا طوال السنوات الماضية رغم الحاحنا وطلبنا المتكرر .
طيلة تسعة اشهر من العدوان والجامعة تغط في سبات عميق ، فترة شهدت ارتكاب المعتدي كافة انواع الجرائم من قصف احياء مدنية ومطارات مدنية ومراكز أيواء ومستشفيات ميدانية وسيارات الاسعاف الطبي ، بالاضافة الى نزوح مئات الالاف من منازلهم ليعيشوا في ظروف صعبة من عدم الاستقرار .

السيد الرئيس
السيدات والسادة
نحن نعلم حقيقة ان موقف الجامعة الحالي هو نتيجة لتدخلات وضغوط دول داعمة للعدوان لم تعي الدرس ولم تفهم بعد ان مصالحها المشتركة مع وفي ليبيا ستتحقق فقط بدعم دولة ديمقراطية تحكمها سلطة مدنية منتخبة لا بدعم الحلول العسكرية للاستيلاء على السلطة والتي لا يأتي معها الا الدمار والخراب وعدم الاستقرار للمنطقة العربية برمتها.

السادة الحضور ،
نسمع حديثاً من البعض عن رفض التدخلات الخارجية في ليبيا وهذا من حيث المبدأ شي جيد ونحن اول من ينادي به ، ولكن عندما ندخل معهم في التفاصيل نجد ان التدخلات العسكرية للدول الداعمة للعدوان لا يشملها تصنيفهم الفج للتدخل الخارجي بل تعتبر في نظرهم تدخلات جائزة ومقبولة !! فأية ازدواجية للمعايير نتعامل معها في الخصوص ؟
أين كانت الجامعة عندما حذرنا من استجلاب المعتدي للمرتزقة والتي كشفت تقارير الامم المتحدة وتسجيلات مصورة تبعيتهم لمجموعة فاغنر الروسية وجنجاويد السودانية ،، اين كانت الجامعة عندما ذُكرت في تقارير الخبراء التابع للامم المتحدة وبوضوح اسماء دولاً عربية قدمت دعماً لا محدوداً للمعتدي في عدوانه على طرابلس ، والتي نطالب اليوم بتحميلها المسؤولية الكاملة عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها المعتدي.
تعلمون جميعاً حجم الدعم الذي تتلقاه قوات حفتر المعتدية والدول التي تمده بالسلاح والعتاد العسكري المتطور ،، والدول التي قصفت طائراتها المدن الليبية وتسببت في ازهاق ارواح المدنيين العزل ودمرت المطارات المدنية ومؤسسات الدولة ،، وجميعكم يعلم ان الطرف المعتدي لا يملك مثل هذا النوع من الطائرات الحديثة التي تم رصد انتهاكاتها وعدوانها الغاشم ،، وكل شي مثبت وموثق عندنا بالاسماء والارقام ، والشعب الليبي لن ينس من تسبب في هدر دماء ابنائه .
اذا اردنا مناقشة التدخل الخارجي فلنكن اكثر صراحةً ووضوحاً ، ولنحدد المتسبب في سفك دماء الليبيين ، من خرق بتدخلاته كافة قرارات الشرعية الدولية ومجلس جامعة الدول العربية ومن تسبب بدعمه للعدوان على العاصمة طرابلس في جميع المآسي التي شهدتها وتشهدها بلادي ،، وكيف اوصلنا كل ذلك الى الوضع الخطير والحرج الذي نحن فيه اليوم !
نعم نحن نحتاج الى موقف عربي موحد من التدخلات الخارجية ، ولكن الاهم وقبل ذلك موقف عربي حاسم وموحد لرفض وادانة العدوان ومحاسبة داعميه بدايةً من بعض دول الجامعة المثبت تورطهم.

السيد الرئيس
السيدات والسادة
بالتأكيد تابعتم جميعاً خلال الفترة الماضية ما تعرضت له حكومة الوفاق الوطني ومجلسها الرئاسي من تشويه متعمد وصل الى محاولات للنيل من شرعيتها، حيث تم استغلال موضوع التوقيع على مذكرة التفاهم حول المناطق البحرية مع الحكومة التركية اسوأ استغلال ،، وعلى الرغم من التوضيحات والتطمينات الصادرة عن الحكومة الليبية الا ان الهدف كان مبيتاً من البعض للذهاب الى ما هو ابعد من مجرد الاعتراض على مذكرة التفاهم ، ولقد اوضحنا في حينه انها مذكرة بين دولتين متشاطئتين على البحر المتوسط، تمت وفقاً للمبادئ العامة للقانون الدولي في هذا الشأن وبشكل لا يمس بحقوق أية دولة أخرى ولا بسيادتها ، وتأكيدا لحسن النية تضمنت كافة التوضيحات الصادرة عن حكومة الوفاق الوطني استعدادنا لاستقبال أو إرسال خبراء فنيين لشرح ما ورد في مذكرة التفاهم وتقديم توضيحات لأية دولة ترغب في ذلك ، حيث أنه ووفقاً للأعراف الدولية لا يمكن اطلاع أية دولة من الدول على المذكرات أو الاتفاقيات التي يتم توقيعها مع دولة أخرى إلا بعد استكمال الاجراءات القانونية وايداعها لدى الأمم المتحدة ، ومع كل ذلك استمرت الادعاءات والحملات الاعلامية الممنهجة بشكل اثبت لنا انها ادعاءات لا تعدو ان تكون ذريعة لهدف اخطر وابعد .

السيد الرئيس
السادة المندوبون
لا يحق لاحد ان يشكك في حرص دولة ليبيا ممثلة في حكومة الوفاق الوطني على صون الامن القومي العربي ،، فلقد شاركت بلادي بايجابية في كافة الاجتماعات التي عقدت خلال السنوات الماضية في اطار مجلسنا الموقر بشأن التدخلات الحقيقية في الشؤون الداخلية للدول العربية ودعمت القرارات الصادرةً في الخصوص ،، وفي هذا الصدد وحماية وصوناً للامن القومي العربي نحن اليوم من نطالب المجلس بالعمل على وقف العدوان على العاصمة طرابلس ودعم الحكومة الشرعية المعترف بها وادانة كافة الاعمال العسكرية الهادفة للاستيلاء على السلطة ودعم جهود الحل السياسي للازمة الليبية للحفاظ على مدنية الدولة ، وهذا ولا شي سواه سيضمن استقرار ليبيا الذي هو استقرار دول الجوار والمنطقة العربية وهو الضمان لتعزيز وصون الامن القومي العربي .
اخيراً وعوداً على ذي بدء نؤكد بأن الجامعة التي اصبحت اليوم تكيل بمكيالين ولم تحرك ساكناً حين دعوناها لاجتماع طارئ عاجل مع بداية العدوان تتحرك اليوم على عجل ! لتدفعنا الى التفكير بجدية في جدوى استمرار البقاء فيها وهل هي بالفعل لازالت البيت العربي الكبير ؟!
السيد الرئيس
السادة المندوبون
امام حضراتكم مشروع قرار مقدم من وفد دولة ليبيا الاكثر قدرة والأقرب إلى فهم طبيعة الأزمة والمشكلة ومكمن الداء و نرى بأن هذا المشروع هو الحد الادنى الذي يمكن ان يصدر عن مجلسنا الموقر في وقت مازال فيه الدم الليبي يسفك بفعل عدوان غاشم مدعوم باحدث الترسانة العسكرية بشكل اجج حالة عدم الاستقرار غير المسبوقة التي وصلت اليها ليبيا هذه الايام .

حفظ الله ليبيا وامتنا العربية

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،