قصف تركي مكثف لمواقع بالشمال السوري وقوات “سوريا الديمقراطية” تطالب موسكو بالتدخل لإيقاف “تصعيد” أنقرة

أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن الجيش التركي قصف مواقع لما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية في محيط مدينة منبج بريف حلب شمالي سوريا ومواقع أخرى في ريفي الحسكة والرقة.

في المقابل ذكرت وسائل إعلام موالية لما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية أن 3 عناصر من قوات النظام السوري أصيبوا في غارة جوية استهدفت نقطة عسكرية في قرية كوران شرق عين العرب (كوباني) عند الحدود السورية التركية.

من جهة أخرى أكد مجلس الأمن القومي التركي أنّ أنقرة ستتخذ الخطوات اللازمة لعدم السماح بوجود أي نشاط لأي تنظيم إرهابي في المنطقة، وفق تعبيره.

وقال المجلس عقب اجتماعه برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، إنّه تلقى إحاطة بشأن العمليات المستمرة داخل وخارج البلاد، وأكد مناقشة التدابير الإضافية الممكنة بهذا الصدد.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عقب لقاء مع المبعوث الأميركي السابق لسوريا جيمس جيفري في أنقرة، إن تركيا حذرت الدول المتحالفة معها من دعم حزب العمال الكردستاني أو حزب الاتحاد الديمقراطي لأي سبب من الأسباب، بما في ذلك ذريعة محاربة تنظيم الدولة.

وأضاف أكار أن الولايات المتحدة الأميركية طلبت من تركيا إعادة تقييم العملية العسكرية وأن أنقرة طلبت من واشنطن في المقابل الوفاء بوعودها وفق تعبيره.

بالمقابل، قال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر إن وزير الدفاع لويد أوستن نقل لنظيره التركي معارضة بلاده القوية لأي هجوم بري تركي محتمل في شمال سوريا.

وأضاف رايد إن اهتمام بلاده منصب على هزيمة تنظيم الدولة دون عوائق، ومنع عدم الاستقرار المحتمل في تلك المنطقة.

وبدوره قال مظلوم عبدي القائد العام لما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية -التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية- إن على روسيا أن تتحمل مسؤولية إيقاف التصعيد التركي على المنطقة كونها دولة ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه مع تركيا.

وطالب عبدي روسيا بإعلان ما وصفه بالمواقف الأكثر حزما وأن تطالب تركيا بالالتزام بالاتفاقيات السابقة وحل الخلافات بالحوار لا بالحرب.

وأطلقت تركيا قبل أيام عملية “المخلب-السيف” ضد الوحدات الكردية بشمال وشمال شرقي سوريا بعد أن اتهمتها بتدبير التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بإسطنبول قبل أسبوعين وأوقع 6 قتلى، وهو ما نفاه المسلحون الأكراد.

وشنت القوات التركية ضربات جوية وبرية على مواقع الوحدات الكردية في أرياف محافظات حلب والحسكة والرقة، وأكد مسؤولون أتراك أن الضربات أسفرت عن مقتل المئات من المسلحين الأكراد.

وتكرر ذكر مدن عين العرب (كوباني) وتل رفعت ومنبج شمالي سوريا على لسان المسؤولين الأتراك بوصفها هدفا للعملية البرية المرتقبة توسيعا للضربات الجوية التي تشنها حاليا تحت اسم “المخلب-السيف”، كما طالبوا مرارا بإخلائها من المسلحين الأكراد الموالين لحزب العمال الكردستاني.

وتقع هذه المدن الثلاث في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على تل رفعت، في حين تسيطر على منبج وعين العرب ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تقودها الوحدات الكردية، والتي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال المصنف على لائحة الإرهاب في البلاد.

وتطالب أنقرة حلفاءها الغربيين -وعلى رأسهم واشنطن- بالكف عن دعم ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن في تركيا حربا انفصالية منذ عقود والمدرج في لوائح الإرهاب في كل من تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلا أن الأخيرة تبرر دعمها بضرورة التعامل مع قوات محلية لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، وتقول إن “قسد” تمثل مظلة متنوعة من المقاتلين الأكراد والعرب وغيرهم.

شاهد أيضاً

قتيل إسرائيلي في كريات شمونة بعد قصفها بعشرات الصواريخ من لبنان

قال حزب الله اللبناني إنه أطلق عشرات الصواريخ على مستوطنة كريات شمونة، ردا على غارات إسرائيلية على مركز إسعاف أدت إلى مقتل 7 متطوعين، بينما أعلنت الطوارئ الإسرائيلية مقتل شخص جراء القصف على كريات شمونة.