قرار تسليم الشاب الإيغور الي الصين

بقلم محمد الهامي

من بين النوازل والمدلهمات التي تغشانا، ثمة ثلاث حوادث تخبرنا بوضوح شديد، وبما لا يقبل الجدل والنقاش، عن طبيعة واقعنا!

في المغرب، يتهدد إدريس حسن المسلم التركستاني بتسليمه إلى الصين، ليعذب عذابا شديدا ثم يموت تحت التعذيب.. والذي يسلمه رجل ينتسب إلى النبي ﷺ، ويتخذ لقب “أمير المؤمنين”!

وفي السعودية، يتهدد شيخان من التركستان بتسليمهما أيضا إلى الصين، ليلاقيا ذات المصير.. وقد ذهبا إلى السعودية ليؤديا العمرة وزيارة بيت الله وقبر نبيه ﷺ.. والذي سيسلمهما رجل يتخذ لقب “خادم الحرمين الشريفين”!

وفي مصر، أسلمت فتاة قبطية وتزوجت مسلما، وذهبت إلى الأزهر فوثَّفت إسلامها، وأخرجت فيديو تعلن فيه أنها أسلمت بمحض إرادتها، فتحركت أجهزة الأمن الملعونة لتكرر السنة التي سنها حسني مبارك -أحرقه الله في قبره- فتعيد تسليم الفتاة إلى الكنيسة، وتعتقل سائر الذين ساعدوها على الإسلام!

يحدث هذا في بلد “الأزهر الشريف”، وفي بلد “الألف مأذنة”، وعلى يد رجل يطنطن في كل مؤتمر أنه شريف أمين نزيه مخلص صادق، وأنه يخشى الله، وأنه مستعد لتحمل كل ما فعله أمام الله يوم القيامة.

لو كانت لدينا قلوب مؤمنة حقا، فإن خبرا واحدا من هذه الثلاثة كفيل بقتلنا بالسكتة القلبية!! ولكننا مع طول الأمد وبُعد العهد تلوثنا، حتى صرنا نستطيع الحياة مع كل هذا الذل والقهر!!

قيمة هذه الأحداث أنها تشرح لنا طبيعة هذه الأنظمة الحاكمة، وطبيعة المعركة التي تشتعل في بلادنا.. هذه الأنظمة وأجهزة أمنها وقضائها هم أعداء صرحاء للإسلام نفسه.. لا لا.. ليس المعركة سياسية ولا على النفوذ، ولا هي معركتهم مع الإخوان أو مع التشدد أو مع الصحوة.. لا لا لا.. لا يقتنع بهذا الهراء إلا رجل استحب أن يكون أعمى!!

لا يوجد مبرر واحد لتسليم إدريس حسن وإخوانه إلى الصين.. ولا لإعادة فتاة أسلمت إلى الكنيسة.. لا بمنطق السياسة ولا حتى بمنطق العلمانية.. فوالله لو أنهم مخلصون للعلمانية لما فعلوها إيمانا منهم بحق الإنسان في الحياة وفي اختيار الدين..

إنهم مخلصون لعداوتهم للإسلام.. هذه هي معركتهم، وهذا هو إخلاصهم، إنهم لا يرتفعون لينافسوا العلماني المخلص لحقوق الإنسان.. فهذا بالنسبة لهم شريف مناضل!! هؤلاء أسفل الناس، بميزان الإسلام، وميزان العلمانية أيضا!!

ولذا ترى المسلمين والعلمانيين ضد ما يفعلونه، هؤلاء يعارضونهم لمخالفتهم للإسلام، وهؤلاء يعارضونهم لمخالفتهم لحقوق الإنسان في العلمانية.. ولا يبقى معهم، بل ولا يبقى يلتمس لهم العذر إلا أسافل الناس وأراذلهم!!

بقاء هؤلاء على عروشهم يساوي ضياع الدين والدنيا معا!! وكل يوم يطول بقاؤهم في الحكم سيساوي عشرات السنين لكي نتخلص من آثاره ومفاسده ومخازيه!!

صدق فيهم قول حسان رضي الله عنه:

تبلى عظامهمُ إذا همُ دفِنوا .. تحت التراب، ولا تبلى مخازيها

هؤلاء لا يوفيهم أعمالهم إلا عذاب الله يوم القيامة {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات، وبرزوا لله الواحد القهار * وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد * سرابيلهم من قطران، وتغشى وجوههم النار * ليجزي الله كل نفس بما كسبت، إن الله سريع الحساب}

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،