في زمن العلوم هناك خرافات يظن انها علمية

المصادر متعددة بتصرف

عندما دعا المرسلون أهل القرية، أنكروا دعوتهم وكذبوهم، ثم قالوا إن تشاءموا وتطيروا من مجيئهم وسكناهم في القرية، وهددوهم بالرجم والعذاب الأليم. {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18)}.
وأما التطيُّرُ فقد “صاغوه على وزن التفعُّل؛ لِما فيه من تكلُّف معرفة حظّ المرء بدلالة حركات الطير، أو هو مطاوعةٌ؛ سُمي بها ما يحصل من الانفعال من إثر طيران الطير”.
فأجابهم الرسول بجواب حكيم، فقالوا لهم: إننا لم نفعل شيئاً سوى تذكيركم ودعوتكم إلى عبادة الله وتوحيده، وهذا ليس سبباً للشؤم بل هو سبب الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة. وأما أنتم فإن طائركم وسبب شؤمكم هو كفركم وعنادكم، وإنكاركم للحقّ وإعراضكم عن الخير. {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ}.
وأما الطيرة بأن يكون قد فعل أمراً متوكِّلاً على الله، أو يعزم عليه، فيسمع كلمة مكروهة مثل “ما يتمُّ” أو “ما يفلح” ونحو ذلك، فيتطير ويترك الأمر فهذا منهيٌّ عنه.
مما تقدم يظهر أنّ التطيُّر هو: توقُّع السُّوء من جهة الطيور وحركاتِها وأصواتِها، ثم أُطلِق على كل ما يُتوهَّمُ أنه سببٌ في الضرر والشُّرور.
وقد أبطل الإسلام الطيرة والتشاؤم، وبنى العقيدة والدين على العلم والحقائق لا على الخرافات والخزعبلات. وقد أبطل النبي صلى الله عليه وسلم كل أنواع هذه الخرافات، فقال: «لا عدوى ولا طَيَرةَ ، ولا هامَةَ ولا صَفَرَ ، وفِرَّ منَ المَجذومِ كما تَفِرُّ منَ الأسدِ».
وبخصوص العدوى نفى أن تكون العدوى بذاتها أو تكون شاملة في جميع الأمراض، وفي نفس الحديث أثبت ضرورة أخذ الحيطة والابتعاد عن الأمراض التي يثبت علميا أنها معدية، مثل الجذام.
معنى قول رسول الله – صلى الله وعليه وسلم -: “لا عدوى” محمولٌ على بعض الأمراض؛ بدليل تحذيره عليه السلام من الوباء والقدوم على بلد هو فيه، وهذا حقٌّ؛ فإن عوائدَ الله إذا دلّت على شيءٍ وجَبَ اعتقاده؛ كما نعتقد أن الماء مُروٍ، والخبز مشبع، والنار محرقة، وقطع الرأس مميت، ومنع النَّفَس مميت… ومن لم يعتقد ذلك كان خارجاً عن نمط العقلاء! وما سببه إلا جَرَيان العادة الربانية به.
ومن العجب أن مظاهر الطيرة لا تزال موجودة في عصر العلم والتقنية، وترى بعض المثقفين بل وبعض العلماء والمتخصصين خاصة من غير المسلمين يعتقدون بالطالع والأبراج وقراءة الفنجان وخطوط اليد والرمل والخزف وغير ذلك من أنواع الطيرة والكهانة والخرافة.

شاهد أيضاً

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب وصواريخ المقاومة تدك غلاف غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل رقيب احتياط في معارك شمال قطاع غزة، وفي حين تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ومنها إطلاق صواريخ على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، تستعد قوات الاحتلال لشن عمليات في بيت لاهيا شمالي القطاع.