فى ذكرى رابعة

منذ اربعة ايام كنت مع شابين أتعامل معهم بحكم العمل…وعند التعارف سألوني عن مكان سكني أخبرتهم أني بجوار ميدان رابعه العدويه..

سألاني:أكيد شفت الفض…احكيلنا عنه..

أجبتهم: هذا اليوم لم يفتح ملفه حتي الآن ولم تظهر حقيقته بعد للناس..ولو فتح ملفه ولو بعد مائة سنه من الآن سيقول من يفتحونه صادقين:نشعر بالعار لأن كان لنا أجداد حدثت في عهدهم تلك المأساة وسكتوا…

نظرا إلي مستغربين..

قلت لهم: لن يعرف ما حدث في رابعه إلا من نزل بعد أن انفض الجمع ومشي في شوارع رابعه بعد المذبحه..

من رأي عشرات الجثث مكومة فوق بعضها بدون تغطيه في شارعي سيبوية وانور المفتي…

من رأي الطفل ذا الخمسة عشر عاما ومخه خارج من رأسه

بأي ذنب قتل..؟؟

من رأي الزوجة تبكي بجوار جثة زوجها في الشارع وقد حظر التجوال فكتب عليها أن تجلس بجوار جثة زوجها في الشارع حتي الصباح وقد منعو عنها حتي الاسعاف..

من رأي المصاب ينزف بغزاره وكلاب الشرطة تمشي بجوارة حتي لا يصنعو له اسعافا..

من رأي أنهار الدماء تسيل في اتجاه انحدار شارع محمد مندور…

من عرف صاحب كشك شارع انور المفتي والذي قتل برصاصة في الراس فقط لأنه خرج من كشكه يستطلع الأمر..

من جاءة طفل لم يجاوز الرابعه عشرة يسأل عن مكان ميكروباصات محافظة كذا..وقد فقد كل من جاء معه وكتب عليه أن يعود وحيدا..

وحينما تعرض عليه المبيت حتي الصباح وانتهاء الحظر ينظر إليك بخوف ويبتعد إلي حيث المجهول وقد فقد الثقه في كل شئ..

من رأي عشرات الجثث فوق السياره نصف النقل وهي تحملها لتنقلها لمكان يؤيها حيوانات الشارع حتي يعرفو لها اهلا..

من رأي فتحات الطلقات علي جدران محل عرفه وقد وصل قطرها لما يقارب العشرة سنتيمترات ثم سأل نفسه في حيرة..هذا حال الخرسانه فكيف حال من اخترقت تلك الطلقة رأسه الهش؟؟؟

نظرا إلي مصعوقين سائلين:أنت رأيت هذا بعينك..؟؟

أجبت: وأكثر من ذلك رأيت .

يا صديقان ما حدث في رابعه ستبقي لعنته تلاحق الجميع…

يا صديقان: عندنا في منطقتنا الهادئة عمارة حديثة الإنشاء تطل علي الميدان تكلفت ما يزيد علي الثلاثين مليونا لا زال أصحابها المساكين يحاولون بيع اي شقة من شققها العشرين بلا أي جدوي..

فلا زالت أساطير ما حدث فيها تتردد في منطقتنا الهادئه وكيف أخرج منها يوم المذبحة مائة وخمسون جثة ما بين طفل وشيخ وشاب احتمو بها من زخات الرصاص؛

الكل علي اختلاف مذاهبهم في السياسة خائف من السكن فيها…؛ إنها لعنة الدم التي يخشاها الجميع…

يا هذان اعلما ان ما حدث في الرابع عشر لم يحدث قبلا في تاريخ هذا البلد؛ واعلما أن هذا البلد بعد تاريخ الرابع عشر لن يعود أبدا لما قبل الرابع عشر فهذا عهد وهذا عهد..فالله عدل…؛وتحت الرماد قلوب تمتلأ بنار القصاص تنتظر بلهفة يوم الثأر..

ثم تركتهما هائمين سارحين يقلبان النظر في السماء..

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".