فاينانشال تايمز: “برلسكوني تونس” يخوض انتخابات الرئاسة من وراء القضبان

اكتسب نبيل قروي شعبيته في تونس نتيجة ظهوره المستمر في وسائل الإعلام ومساعدته الفقراء والمحتاجين
حيث يقبع مرشح الرئاسة المليونير التونسي نبيل قروي، في السجن بعد اقتعاقلخةهرمن طرف السلطات بتهمة تبييض الأموال قبل أيام قليلة من بدء الحملة الانتخابية الرئاسية.

وتشير الكاتبة إلى أن مؤيدي قروي يلقون باللوم في حبسه على رئيس الوزراء الحالي، يوسف الشاهد، أحد المنافسين الرئيسيين في الانتخابات الرئاسية، لأنه أعاد نشر اتهامات ضد قروي تعود لعام 2016 وتتعلق بالتهرب الضريبي وغسيل الأموال.

وما لم يصدر القضاء إدانة لقروي، فسيكون بمقدوره المنافسة في الانتخابات من وراء القضبان.

وتوضح الكاتبة أن مشاركة قروي في الانتخابات إلى جانب شخصيات قوية أخري كوزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الشعب، القيادي في حزب النهضة ذي الأغلبية البرلمانية عبد الفتاح مورو، يجعل من الصعوبة جدا التنبأ بمن سيفوز بالمنصب في هذه الانتخابات.

وتشير الكاتبة إلى أن تونس هي الدولة العربية الوحيدة التي نجحت فيها الثورة الشبابية واعتبرت بحسب الكثيرين النموذج الناجح للانتقال الديمقراطي للسلطة. وترى أن هذه الانتخابات جاءت بعد ما يعتبر تطورا ايجابيا على الساحة السياسية إذ انتهت حالة الاستقطاب التي كانت موجودة في انتخابات عام 2011 بين الاسلاميين والعلمانيين.
وترجع الكاتبة ذلك إلى المرونة التي أبدتها حركة النهضة والرغبة في التوصل إلى حل وسط مع غرمائها السياسيين، إذ أن سوء الأوضاع الاقتصادية في البلاد سيدفع الناس للتركيز أكثر في اختياراتهم على من سيحسن لهم الأوضاع المعيشية بدلا من التركيز على التوجه الفكري أو العقائدي للمرشح.

وينقل المقال عن القيادي في حركة النهضة، سعيد فرجاني قوله: “قلنا مرارا وتكرارا، التوجه الفكري ليس مشكلة على الإطلاق، يتوجب عليك أن تقدم للناس ما يحتاجونه، أن تحقق لهم الازدهار، حتى عند قواعدنا، اختفت أهمية التوجه الفكري، الناس تحتاج من يوفر لها فرص العمل، من يوفر لها خدمات صحية وتعليمية وبنى تحتية أفضل. ما عدا ذلك أصبح غير مهم”.

وفي المقابل، تقسم المعسكر العلماني إلى عدة مجموعات، بحسب الباحث في مركز كارنجي لدراسات الشرق الأوسط، حمزة المؤدب، الذي يقول إن “معظم العلمانيين حلفاء مقربين من الإسلاميين، ولذلك لا يمكنهم تسويق فكرة أنهم يحمون المجتمع من الاسلاميين”.

وساعد هذا المشهد السياسي، بحسب المقال، في بروز نجم قروي الذي يملك محطة تلفزيونية ذات تأثير، ويشبهه الكثيرون ببرلسكوني ايطاليا، إذ دعم حزب نداء تونس الحاكم، الذي جمع بقايا النظام القديم إضافة إلى العلمانيين واليمينيين لمنافسة حزب النهضة الاسلامي في الانتخابات الماضية. لكنه أسس حزب المستقل “قلب تونس” لاحقا.

وعلى الرغم من علم الشارع التونسي بالتهم الموجهة له، إلا أن ظهوره المستمر في وسائل الإعلام وتقديمه مساعدات ومعونات طبية للفقراء والمحتاجين في تونس، ضمن له أتباعا ومؤيدين كثر، خصوصا مع تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة بين التونسيين.

وتختم كاتبة المقال بالإشارة إلى أن نتيجة آخر استطلاع للرأي أجري في يوليو/ تموز، حول شعبية الأحزاب التونسية، أظهرت أن حزب قروي يمكنه أن يؤمن 30% من إجمالي أصوات الناخبين قياسا بـ17% لحزب نداء تونس.

شاهد أيضاً

هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائيل

واكبت القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية في لبنان الهجوم الإيراني بالمسيَّرات والصواريخ على إسرائيل فجر الأحد، والذي استمر لنحو 5 ساعات، ردا على قصف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق مطلع أبريل/نيسان الجاري مما أدى إلى استشهاد عدد من قادتها العسكريين والمستشارين.