غير مسلمين يحتفلون بعيد الأضحى في برلين

تشهد المجتمعات التي تستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين الأجانب سنويا، مثل ألمانيا، ظواهر اجتماعية لافتة، في سعيها لتحقيق اندماج الوافدين مع ثقافة المجتمع، وخلق تعايش مشترك بين مكونات المجتمع بأديانه وأعراقه المختلفة.
ومن الظواهر التي باتت لافتة في المجتمع الألماني مشاركة غير المسلمين في أعياد ومناسبات المسلمين.
مراسل الجزيرة نت حضر أحد الاحتفالات التي أقيمت في العاصمة الألمانية برلين، والتقى بعض غير المسلمين، واستطلع آراءهم حول هذا اللون من التعايش الديني.
بيتينا بينسل ألمانية تعمل في منطقة فيدينغ وسط العاصمة برلين بأحد البرامج التي تهدف لدفع الجيران بالمنطقة من معتقدات مختلفة للعيش سويا، وخلق مساحة تفاعل إيجابي بينهم.

ورغم أن بينسل مسيحية، فهي تشارك المسلمين في احتفال عيد الأضحى، وتعتبر المشاركة تفاعلا مهما بالنسبة لها، حتى تتعرف عليهم عن كثب، وهو ما سيضيف لها خبرة وثقافة جديدة.
وتقول الناشطة الألمانية في حديث للجزيرة نت “أنا استمتع بهذه المشاركة، ومن الأهمية بمكان بالنسبة لمدينة برلين ولي أن يعيش الناس معا من خلفيات مختلفة، وهذا يجعل الحياة أجمل وأكثر أمنا في المدينة”.
وتضيف بينسل “مثل هذه المشاركة تزيد المعرفة والتبادل الثقافي بينهم، وجميل أن أدعى إلى مثل هذه الاحتفالات، فرغم أنني لا أشارك في كل المناسبات، فإنني شاركت في هذا الحفل، وكذلك شاركت في الاحتفال بشهر رمضان، كما أن لدي أصدقاء من المسلمين واليهود أيضا، ويدعونني إلى احتفالاتهم، كما أدعو أصدقائي من ديانات أخرى ليشاركوا بالاحتفالات المسيحية، وهذه فرصة للقاء والتعارف”.
وحول الصورة السلبية المرسومة عن الإسلام ترى خبيرة الاندماج بأنه أمر خطير، فالمسلمون كالمسيحيين كما غيرهم، هناك الجيدون وهناك السيئون، فلا يمكن القول إن المسلمين ليسوا جيدين أو خطيرون”.
تسامُح الجميع
أما السيدة هيني لولوي القادمة من الكاميرون والمقيمة في برلين منذ سبع سنوات فتقول إنها موجودة في الحفل لأنها تعمل في برنامج لشركة تطوير العيش المشترك لأكثر من أربعة أعوام يديرها مسلم، وهي مسيحية الديانة.

ففي برلين يعيش المسلمون مع طوائف أخرى سويا، وهذا ما يجعل لولوي كما تقول في حديثها للجزيرة نت تشاركهم الاحتفال بعيد الأضحى بكل سرور. مشيرة إلى ضرورة إظهار التسامح دوما والاهتمام بالثقافات الأخرى التي تعيش مع بعضها.
وقد تعلمت الكاميرونية المقيمة ببرلين الكثير من المسلمين واعتادت التعايش معهم حتى قبل قدومها إلى ألمانيا، فمنذ طفولتها تعلمت احترام الآخرين وتقبلهم، حتى أن صاحب المطعم المفضل الذي كانت ترتاده في الكاميرون كان مسلما، لذلك لم يكن لديها مشكلة في التعايش مع المسلمين حين قدمت إلى ألمانيا.

مجتمع متعدد الثقافات
وبينما كانت الناشطة الألمانية شتيفاني تراغه تشرح لبعض المشاركين في حفل عيد الأضحى إحدى الألعاب الهادفة في الحفل، أوضحت أن اللعبة تتضمن مواضيع عدة يقوم المتسابق بتحريك الدائرة ليثبت المؤشر فيها على إحداها كالعنصرية واللجوء والهجرة، ومن ثم تطرح أسئلة عليهم لإثارة فضولهم للمزيد من الحديث حولها.
وتشير هي الأخرى إلى أن لديها أصدقاء مسلمين، وتعتقد بأن الكثير من الألمان لا يفهمون ماذا يعني عيد الأضحى.
وتقول تراغه أنها احتفلت بشهر رمضان بعد أن دعتها عائلة مسلمة تعرفت عليها حينها، وكانت تجربة إيجابية بالنسبة لها، كما أن هناك العديد من اللقاءات الدورية التي تلتقي فيها نساء مسلمات تركيات في مناسبات دينية، كما يشارك مسلمون في احتفالات الكريسمس في المدينة.
وتختم الناشطة تراغه حديثها بأنها رغم عدم إيمانها بأي معتقد ديني فإنها تؤمن بمجتمع متعدد الثقافات ومتسامح ومتعايش بشكل إيجابي.

شاهد أيضاً

قتيل إسرائيلي في كريات شمونة بعد قصفها بعشرات الصواريخ من لبنان

قال حزب الله اللبناني إنه أطلق عشرات الصواريخ على مستوطنة كريات شمونة، ردا على غارات إسرائيلية على مركز إسعاف أدت إلى مقتل 7 متطوعين، بينما أعلنت الطوارئ الإسرائيلية مقتل شخص جراء القصف على كريات شمونة.