…….غزة تكشف العورات

قدرك يا غزة أن تكوني رمزا في العزة، تدفعين من أجله الثمن باهضا في الأرواح والفلذات والأشلاء، لتكوني وتُكوّني جيلا تنبعث نواته من ثراك الطيب وأجوائك المفعمة بالعزة والكرامة، وعقول وأيدي أبنائك المنشغلة بالمستطاع من الإعداد، وقلوبهم العامرة بآيات الكتاب..
أنا لا أسمي خواتيم أي حرب على غزة انتصارا لها، وإنما هو قيام بالمستطاع المقدور الذي يبرئ الذمة ويضع اللائمة على المتفرج المتخاذل، ويعطي الدرس للعاجز المرعوب المتكاسل، ويغيظ الغاصب والخائن والمتنازل، ويمنح الأمل لكل مجاهد مناضل، رغم بعثرة الأشلاء وصلافة الأعداء، رغم معاناة الحصار، وتآمر الجوار، واكتفاء الشعوب والهيئات بالبيانات تارة والشجب تارة والمتابعة التلفزية بالليل والنهار، فغزة تقاوم وحدها بثبات وإصرار…لا أسميه انتصارا بل هو معجزة في عالم هذه صفته..
غزة بين الفينة والأخرى تعلن خيبة مسار التص#هين وأنه تآكل بدل أن يكون تكاملا، وتنازل بدل أن يكون تصاعدا، وخيبة بدل أن يكون هيبة، ووهم بدل أن يكون حقيقة، وتآمر بدل أن يكون تناصرا، وفضيحة بدل أن يكون فضيلة، وسوءة بدل أن يكون غرة، وسوسة بدل أن يكون سياسة، وعبء وعيب عبث بدل أن يكون عبقا وعزة وعزما، سواء كان تص#هينا علنيا أو تحت الطاولة..

غزة تقول: كفانا تلاعبا ولعبا بالأوراق، وضحكا على الذقون، وتمرغا في أوحال التص#هين، أو مستنقعات الاستبداد والتعسكر، فلست ورقة تباع وتشترى، وشماعة يتعلق بها كل متآمر أو متسلق..

غزة تقول لنا:
بعد أن كنا نستنكر التنديد والاستنكار البارد البائد، صار في جو الوجوم والانبطاح والمسارعة، بطولة وجرأة وقوة..!!!

غزة تقول لنا:
هيا بنا في وحدة وأخوة # نرمي تصهينا، والتعسكر نركلا

رحم الله الشهداء، وكان الله في عون المحاصرين والمكلومين والجرحى والأرامل واليتامى، وملأ قلوب الصهاينة والعملاء رعبا وهوانا.

سفيان أبوزيد

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.