غرس الجنة

قال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ مما تذكرون من جلالِ اللهِ : التَّسبيحَ والتهليلَ والتحميدَ ، ينعطِفْنَ حولَ العرشِ ، لهن دويٍّ كدويِّ النحلِ ، تُذَكِّرُ بصاحبها ، أما يحبُّ أحدُكم أن يكونَ له أو لا يزالُ له من يُذكِّرُ به )

الراوي: النعمان بن بشير المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 3358 خلاصة حكم المحدث: صحيح

في هذا الحديثِ يُخبِرُ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ رضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “إنَّ ممَّا تذكُرونَ مِن جَلالِ اللهِ”، أي: تَعظيمِه “التَّسبيحَ”، وهو قولُ: سُبحانَ اللهِ، وما شابَه ذلك، “والتَّهليلَ” وهو قولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، “والتَّحميدَ” وهو قولُ: الحمدُ للهِ، “يَنْعَطِفْنَ حَولَ العرْشِ”، أي: هؤلاء الكلماتُ والجُمَلُ الأربعُ يَمِلْنَ ويَدُرْنَ حولَه، والمُرادُ طَوافُهنَّ حَولَ العرشِ، “ولهنَّ دَوِيٌّ كدَوِيِّ النَّحلِ”، أي: صَوتٌ يُشْبِهُ صَوتَ النَّحلِ؛ مِن كثرةِ تَكرارِ هذه الكلماتِ وتَرديدِها، “تُذَكِّرُ بصاحبِها”، أي: تذكُرُ أنَّ قائلَها فلانٌ، في المَقامِ الأعلى، وفي هذا أعظَمُ حَضٍّ على الذِّكْرِ بهذه الألفاظِ، “أَمَا يُحِبُّ أحدُكم أنْ يكونَ له- أو لا يزالَ له- مَن يُذَكِّرُ به”، أي: عندَ اللهِ وحَولَ عرْشِه.
وهذا مِن الحَثِّ على الاستكثارِ مِن هذا الذِّكْرِ؛ فالتَّسبيحُ: تنزيهٌ للهِ عن كلِّ ما لا يليقُ به، والتَّحميدُ: إثباتٌ لأنواعِ الكمالِ للهِ في أسمائِه وصِفاتِه وأفعالِه، والتَّهليلُ: إخلاصٌ وتوحيدٌ للهِ وبَراءةٌ مِن الشِّركِ، والتَّكبيرُ: إثباتٌ لعَظَمَةِ اللهِ، وأنَّه لا شيءَ أكبَرُ منه؛ فاشتمَلَتْ هذه الجملُ على جُملةِ أنواعِ الذِّكْرِ ، ولهذه الكلماتِ فَضائلُ عَظيمةٌ أُخرَى، ومِن ذلك: أنَّهنَّ مُكفِّراتٌ للذُّنوبِ، وأنَّهنَّ غَرْسُ الجنَّةِ تُغْرَسُ لقائلِها.

-•✵ من دل على خير
فله مثل أجر فاعله ✵•-

شاهد أيضاً

أم على قلوب أقفالها؟

القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهو أفضل وأعظم ما تعبد به وبذلت فيه الأوقات والأعمار، إنه كتاب هداية وسعادة وحياة وشفاء وبركة ونور وبرهان وفرقان،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *