عبقرية الأسرى الفلسطينين

عندما تتجلى عبقرية الأسرى الفلسطينيين بأنقي صورها
ما حدث فجر اليوم هو أن مجموعة من الأسرى المحكومين بالمؤبد، قاموا بإستخدام آدوات بدائية ” ملاعق ذات أيدي بلاستيكية، عمود مروحة داخلي، مسمار مسروق من الإدارة” شيء من هذا القبيل وقاموا بواسطة هذه الأدوات بثقب أرضية الزنزانة المغطاة بمادة بلاستيكية تترك علامة في حال محاولة ثقبها، وموهوا ذلك، ومن ثم حفروا تخت المراقبة البشرية والإلكترونية المعقدة للعدو ما يزيد عن ٥٠ سم من الخرسانه المسلحه الخاصه بالملاجئ والسجون الحربية، ومن ثم حفروا نفق طويل يقطع مئات الأمتار تحت الأرض بذات الأدوات البدائية، وقاموا بإخفاء الرمل المستخرج بحيلة جهنمية حيث أنه حتى مياه المصارف الصحية لها ضابط خاص في كل سجن لمراقبة محتواها بشكل يومي، ومن ثم قاموا بعد الإنتهاء من حفر هذا النفق بالهروب، فعلوا كل ذلك تحت المراقبة المستمرة للسجان والتى تحدث مرة كل نصف ساعة ليلا، السجان الذي يعدهم يوميا بالأسماء ثلاث مرات يوميا، السجان الذي يراقبهم بأحدث الكاميرات ومجسات الحركة، السجان الذي يفحص أرضيات ونوافذ وجدران وسقف زنزاتهم مرتين كحد أدني يوميا ويفتش زنازينهم بشكل عشوائي وفجائي أسبوعيا ، السجان الذي يزج بهم في مكعب إسمنتي مصمت “الزنزانة” ل٢١ ساعة يوميا، مغلق النوافذ بثلاث طبقات حماية إسمنتية ومعدنية من القضبان والشبك إضافه لغطاء من الصاج يحجب رؤية أي شيء في الخارج ، مغلق بباب فولاذي ثقيل متخم بالسحابات والأقفال الإلكترونية والعادية، وكل هذا بداخل قسم محصن لا يدخل ولا يخرج منه أحد سوى السجانين الطغاة وأيضا بعد الفحص والتفتيش لهم، قسم بدوره موجود داخل فضاء السجن الخارجي الفسيح والذي يصل لعشرات الدونمات، والمليء بمباني أمنية وإستخبارية متعددة، ومحاط بأربع طبقات من الأسيجة والأسوار والعوائق، سياج معدني مقوي، خلفة مئات الكلاب المسعورة والمزمجرة من أشرس الأنواع، سياج آخر، أيضا سياج آخر مكهرب، سور إسمنتي يبلغ طوله أكثر من ٨ أمتار، مكلل بالأسلاك الشائكة وكمائن القناصة وكشافات الإضاءة العالية، سياج خارجي آخير، تدور في حرمه دورية عسكرية للمراقبة المستمرة ٢٤/٧، للمنطقة المقام عليها السجن، والتى تجعل جرداء عمدا بهدف عدم السماح بإختباء أي شيء فيها.
رغم كل ما ذكرناه وأكتر، رغم ثلة الفشيست الذين يراقبون الأسير ويتوهمون أنهم يعرفونه أكثر من نفسه، رغم كل هؤلاء، ورغم كل ما يمكن أن يحدث، أثبت الأبطال الستة بفعلتهم اليوم أنه لاتوجد قوة على ظهر الأرض يمكن أن تمنع الإنسان من الأمل والحرية، وأنه لاتوجد قيمة تعلوا على قيمة الحرية.
بقلم /خضر الريس
( أسير سابق )

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".