عبادة اليقين

بقلم خالد حمدي

يشغلني عن حلكة الليل قرب انبلاج الفجر…
ويطمع قلبي في نعيم القبر أكثر من خوفي من عذابه…
ويذهلني عن تأخر الفرج أجر انتظاره…ويصبرني على آلام أمتي ما أراه من حسن إعداد الله لها، وكشف خونتها!!
أرى رحمة ربي في كل شيء..
في المريض يرفع الله له الدرجات ويكفر له السيئات…
وفي الفقير يخفف الله حسابه ويحفظه من تغير القلوب عندما تمتلئ الجيوب…
وفي الشهيد يشفعه في سبعين من أهله….وفي الأسير يزيد في أجره وأجر أهله، ويصنعه كما صنع يوسف على عينه…
أرى رحمته في الشدائد وهو سبحانه يلحقها بما يربط به على القلوب،ويضمد بها الجروح والقروح..
وأراها في النعماء وهو يوفق عباده لشكر النعم وبذل المعروف…
أرى يد الله الحانية تمسح على قلب السقيم فيبرأ أو يحتسب…
وأراها تمسح على قلب العقيم فتجعله مع رجائه الخير العاجل يقبل أن يؤجل فرحته لولدان الجنة حيث يرزق الله أحدهم الولد في ساعة!!
وأراها تمسح على قلوب المتعبين فتمنحهم من الرضا ما يقويهم أعواما وهم يظنون أن قوتهم لا تكفيهم لساعات!!
أرى رحمة الله تؤنس الغريب، وتقرب البعيد…
أراها تنغص على الظالم من حيث لا يرى المظلوم…وتهون على المكروب حتى يشم ريح يوسفه كما شمها يعقوب!!
ورحم من قال:
لو نظرت بعين البصيرة لرأيت المحنة منحة،والمنحة محنة!!
وقديما قالوا لابن تيمية:
كيف تقاتل التتار وقد فر السواد الأعظم من الناس ولم يبق معك من المسلمين إلا القليل؟!
فقال: إذا كانوا هم السواد الأعظم فنحن ومن معنا البياض الأعظم!
على مثل هذه المعاني يتغذى القلب ويقتات… وإلا سيطرت عليه الأمراض والآفات…
ومعركة اليوم معركة يقين وثبات… قبل أن تكون معارك راجمات ودبابات.
فالقلب قبل اليد يحارب العدو…والمهزوم قلبه لن تقوى على حمل السلاح يداه!!
آمنت بالله.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".