عبادة السر… و طاعة الخفاء

عبادة السر وطاعة الخفاء .. زينة العبد في خلوته، وزاده من دنياه لآخرته، بها تفرج الكربات، وتسموا الدرجات، وتكفر السيئات.
عبادة السر وطاعة الخفاء.. لا تخرج إلا من قلب كريم قد ملأ حب الله سويداءه، وعمرت الرغبة فيما عند الله أرجاءه، فأنكر نفسه، وأخفى عمله، وتجرد لله يريد قبوله من مولاه، فما أجمل هذه النفوس الطيبة، والقلوب النقية، والنيات الصافية.. التي تخفى عن شمالها ما تنفق يمينها.
عبادة السر وطاعة الخفاء .. دليل الصدق، وعنوان الإخلاص، وعلامة المحبة، وأثر الإيمان.
عبادة السر وطاعة الخفاء .. لا يستطيعها المنافقون، ولا يقوى عليها الكذابون، و لا يعرفها المدعون.
يقول الحسن: “ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا”.
فلا تكن في الخلوات ابليس وبين الناس قديس، جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : “لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات امثال
جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً” قال ثوبان : يا رسول الله صِفهم لنا ، جَلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال : “أما إنهم إخوانكم
ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها”
ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى: “أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات، وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات”
وقال ابن رجب الحنبلي عليه رحمة الله: “خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس فالله الله بإصلاح الخلوات، والصدق مع رب البريات، لنجد بذلك اللذة في المناجاة ، والإجابة للدعوات.
فلنكن من هؤلاء الذين بينهم وبين ربهم أسرار وأسرار، فأخف عملك عن الناس ما استطعت فـ: [إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي](رواه مسلم) الذي لا يحب الظهور. كن من الجنود المجهولين الذين يعرفون في السماء ولا يعرفون في الأرض، كما قال ابن مسعود: “كونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت، سرج الليل، جدد القلوب، خلقان الثياب؛ تعرفون في السماء، وتخفون على أهل الأرض”.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *