عام على كورونا.. 14 درسا للوباء المقبل

نشرت صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) تقريرا بمناسبة مرور عام كامل على بداية وباء “كوفيد 19” تناول الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأميركية في التعامل مع الجائحة، وما الذي يجب إعادة التفكير فيه، وكيفية الاستعداد للوباء المقبل.

يتضمن التقرير إفادات من علماء وخبراء صحة عن الأخطاء والفرص الضائعة، مشيرا إلى أن هذه الإفادات تشمل 14 درسا.

وهذا تلخيص لهذه الدروس:

1- الاستعداد لما لا يمكن تخيله
رغم أننا أمضينا عقودا في التخطيط لوباء يشبه الفيروسات التي عرفناها بالفعل، فإننا لم نخطط لأقنعة الوجه أو الاختبارات الجماعية أو أوامر البقاء في المنزل أو اتخاذ القرارات المسيسة أو التباينات العرقية المدمرة. وبالنظر إلى المستقبل، نحتاج إلى الاستعداد لمجموعة أوسع من التهديدات.

2- الأولوية للعلم والبيانات
كان هناك استهزاء بالأقنعة والتباعد الاجتماعي. وقدمت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها مواد أولية معيبة أدت إلى تأخير الجهود المبكرة، وتم التباطؤ في تنفيذ القيود الصارمة التي فُرضت على إجراء الاختبارات بشكل كبير. وللاستعداد للوباء المقبل، يجب على الحكومة أن تضع العلم والبيانات فوق كل اعتبار.

3- تحديد من يجب أن يحصل على أولوية العلاج
ضعوا خططكم حول كيفية تخصيص اللقاحات مبكرا ونشرها في الولايات حتى تتمكن من تنفيذها على الفور. وعندما تكون إمدادات اللقاح محدودة، تتبعوا مسألة الوفيات وحافظوا على النظام الصحي.

4- التعاون والتآزر
من المهم تماما تحديد ماهية الاستجابة، ويجب عدم الاهتمام بالحدود بين ولاية وأخرى، فهناك كثير من القواسم المشتركة، لذلك فإن التعاون والتآزر بين الحكومة الفدرالية والولايات ضروري.

5- أوقفوا الرسائل المتباينة
نحن بحاجة إلى إرشادات إدارة الصحة العامة للولايات، بدلا من ترك الأمر لها فقط، فقد كان وجود التباين في إرشادات الصحة العامة غير مفيد حقا، كما أنه أرسل رسالة مفادها أننا لم نكن نعرف حقا ما الذي يحدث، أو ما الذي سينجح.

لا تجعلوا العرق أو الطبقة تحدد من يعيش ومن يموت (الجزيرة)
6- لنستثمر في الأرقام
عدم الاستثمار في الصحة العامة كان نقطة ضعف هائلة للاستجابة الفعالة في أميركا، وكانت الحاجة لبيانات دقيقة تمكّن من التنبوء المفيد واضحة تماما، إذ لا يتمتع مجال الصحة العامة بأنظمة بيانات متطورة مثل البنوك ووسائل الإعلام وما إلى ذلك.

اعلان
7- كونوا أذكياء في تقديم العلاج
كانت الأنظمة الصحية الأكثر مرونة هي تلك التي تدرك بالفعل كيفية الحفاظ على صحة الناس، بدلا من الوقوع في بيئة الرسوم مقابل الخدمة.

8- لا تجعلوا العرق أو الطبقة يحدد من يعيش ومن يموت
ما تعلمناه مرتبط بشكل خاص بالمحددات الاجتماعية للصحة، وهي الأماكن التي يعيش فيها الناس ويتعلمون ويعملون ويلعبون، والوظيفة، والرعاية الصحية، وكيفية تحديد هذه العوامل مسبقا النتائج الصحية. ولقد جعلها الفيروس في المقدمة حقا، بطريقة واضحة للغاية، مع تأثر الأقليات العرقية والإثنية بدرجة أكبر بكثير.

9- عدم التمييز ضد كبار السن
الدرس الأكثر أهمية هو ألا نتعامل مع كبار السن على أنهم مستهلكون. ومنذ بداية الوباء، عرفنا أن كبار السن وأولئك الذين يعانون من ظروف صحية أساسية هم الأكثر عرضة للخطر، ومع ذلك اخترنا تجاهل حقيقة أنه يمكننا التخفيف من بعض هذه المخاطر من خلال توفير ما يكفي من الاختبارات ومقدمي الرعاية ومعدات الحماية الشخصية المناسبة.

10- حاجة المجتمعات للاستعداد المسبق
نحن بحاجة إلى قدرة مجتمعية مستمرة للتعامل مع الأزمات، ولا يمكننا الاعتماد فقط على الحكومة والمؤسسات.

11- توقفوا عن التدخلات الهامشية أو البديلة
من الأفضل الالتزام بأساسيات طب الرعاية الحرجة، بما في ذلك أجهزة التنفس الاصطناعية ومعدات التخدير والسوائل الوريدية، سواء كان فيروس كورونا أو الوباء الفيروسي التالي.

12- دعوا المراهقين وشأنهم
تشكل العزلة الاجتماعية تحديا كبيرا للمراهقين ومن المحتمل أن تتدخل في نضجهم، فأولئك الذين رأوا بعضهم بعضا في بيئات اجتماعية آمنة ولديهم على الأقل تجربة مدرسية مختلطة حققوا أداء أفضل من أولئك الذين لم يتمكنوا من ذلك.

13- الصين
نحتاج حقا إلى إجراء حوار أوسع، بعيدا عن الصين، حول العمل معا كمجتمع عالمي ضد تفشي الأمراض في المستقبل. وقد كان جعل الاستجابات في نطاق كل دولة بمفردها مضرا للغاية.

14- انظروا في المرآة لتتعرفوا على أنفسكم
لقد أظهر لنا هذا الوباء من نحن، ومن الصعب أن نتخيل أن الكثير من الناس لا يهتمون بالآخرين حقا، وهذا هو الشيء الأكثر رعبا، فقدرتك على تحمل وفاة 500 ألف شخص في أقل من عام أمر غير مفهوم.

المصدر : نيويورك تايمز

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.