طائرات تركيا المسيرة تغزو العالم!

شهدت تركيا لحظات تاريخية، الأحد الماضي، حيث تم تسليم مسيّرة “آقنجي” الهجومية التي طورتها شركة “بايكار” التركية بإمكانيات وطنية، إلى القوات المسلحة التركية، بعد اكتمال مراحل تجاربها بنجاح. وانضمت تركيا بتلك المسيرة إلى مصاف الدول القليلة القادرة على تطوير مثل هذه المسيّرات في العالم.

هذا الإنجاز الكبير وراءه جهود جبارة قام بها المهندسون وكافة الأيادي العاملة في المشروع، إلا أنه لم يكن ليتحقق لولا فضل الله أولا، ثم الثورة التي حققتها تركيا في السنوات الأخيرة. وهذه الثورة التي أحدثت تغييرا كبيرا في طريقة تفكير الشباب التركي، أشار إليها المدير الفني لشركة بايكار، سلجوق بيرقدار، في كلمته بحفل تسليم المسيرة الذي أقيم بحضور رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان.

بيرقدار تحدث عن الصعوبات والعراقيل التي واجهوها أثناء خطواتهم الأولى، وذكر أن مسؤولا في صناعات الدفاع قال له: “أنتم شبان أذكياء، وتلقيتم دراسة جيدة، ولكن انظروا أين وصل الأجانب، هؤلاء تقدموا كثيرا، ومن المستحيل أن نلحق بهم، ولذلك من الأفضل أن لا تحاولوا صناعة هذه الأشياء”، في إشارة إلى المسيّرات، ثم طلب منهم أن يشكلوا جسرا بينهم وبين صناع المسيرات من الأجانب، وأن يكتفوا بالترجمة في محادثاتهم، وختم كلامه بجملة ظاهرها النصيحة وباطنها التهديد، قائلا: “لا تضغطوا أكثر”.
لو كان سلجوق بيرقدار ورفاق دربه اقتنعوا ذاك اليوم بتلك العقلية لما رأينا اليوم مسيرة “آقنجي” الهجومية تحلق في السماء، إلا أنهم وصلوا ليلهم بنهارهم ليثبتوا للعالم أن شباب بلادهم قادرون على إنجاز مثل هذه المشاريع واللحاق بأحدث التطورات في مجال التكنولوجيا في فترة وجيزة؛ إن منحت لهم فرص مناسبة وإمكانيات لازمة
لو كان سلجوق بيرقدار ورفاق دربه اقتنعوا ذاك اليوم بتلك العقلية لما رأينا اليوم مسيرة “آقنجي” الهجومية تحلق في السماء، إلا أنهم وصلوا ليلهم بنهارهم ليثبتوا للعالم أن شباب بلادهم قادرون على إنجاز مثل هذه المشاريع واللحاق بأحدث التطورات في مجال التكنولوجيا في فترة وجيزة؛ إن منحت لهم فرص مناسبة وإمكانيات لازمة لعرض أفكارهم وإبداعتهم بكل حرية. ومن المؤكد أنه بعد هذه الإنجازات الباهرة لن يصغي أحد منهم إلى ما يقوله ديناصورات البيروقراطية المشبعون بالهزيمة النفسية حول عدم إمكانية اللحاق بتقدم الأجانب.

ومما لا شك فيه أن عزم المهندسين الشباب على رأسهم سلجوق بيرقدار، وإيمانهم بالنجاح، لعبا دورا مهما في إنجاز مشروع المسيّرة الهجومية، إلا أن هناك عاملا آخر أكثر أهمية يقف وراء هذا النجاح، وهو الإرادة السياسية التي ساندت المشروع بقوة؛ لأن تاريخ تركيا مليء بأمثلة لفشل مشاريع حيوية بسبب عدم وجود إرادة سياسية مساندة لها. ومن المؤكد أن معظم الدول الإسلامية تزخر بكفاءات شابة لو وجدت بيئة مناسبة توفرها الحكومات لإظهار قدراتها لأبهرت العالم.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".