مرت مريم بنت عمران بموقف عظيم ومع ذلك قال الله لها :” كُلي واشربي و قري عينًا”
يقول تعالى ذكره : فكلي من الرطب الذي يتساقط عليك ، واشربي من ماء السري الذي جعله ربك تحتك ، لا تخشي جوعا ولا عطشا ( وقري عينا ) يقول : وطيبي نفسا وافرحي بولادتك ولا تحزني ونصبت العين لأنها هي الموصوفة بالقرار . وإنما معنى الكلام : ولتقرر عينك بولدك ، ثم حول الفعل عن العين إلى المرأة صاحبة العين ، فنصبت العين إذ كان الفعل لها في الأصل على التفسير ، نظير ما فعل بقوله ( فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا ) وإنما هو : [ ص: 182 ] فإن طابت أنفسهن لكم . وقوله (وضاق بهم ذرعا ) ومنه قوله “يساقط عليك رطبا جنيا” إنما هو يساقط عليك رطب الجذع ، فحول الفعل إلى الجذع ، في قراءة من قرأه بالياء . وفي قراءة من قرأ : ( تساقط ) بالتاء ، معناه : يساقط عليك رطب النخلة ، ثم حول الفعل إلى النخلة .
عش حياتك ولا ترهق نفسك بالتفكير ، فالله عنده حسن التدبير .
ﻻ يدوم الحال ، أحزانكم ستطويها اﻷيام وجرحكم سوف يُداويه الزمن رفقاً بقلوبكم فهي تمل من الحزن وتذبل ، دعوا الهموم وافتحوا نوافذ الأمل واستنشقوا هواء الكفاح متوكّلين على الله في كل شؤون حياتكم
“الله يملك سعادتك فلا تبحث عنها بعيدًا عنه”