صرخة وجع.. ذكرى مجازر الكيماوي بسوريا في مسرحيات للأطفال

بين الركام وأنقاض البيوت التي دمرها قصف النظام السوري، اختار الممثل المسرحي، وليد أبو رشيد، إيصال أصوات أطفال بلاده إلى العالم.

صرخة وجع أرادها الممثّل السوري رسالة إلى العالم، عبر عروض مسرحية يقدّمها بالذكرى السنوية لاستهداف مدينتي خان شيخون بريف إدلب (شمال)، ودوما بريف العاصمة، بالسلاح الكيماوي.

وبإمكانيات متواضعة للغاية، يحرص أبو رشيد على إخراج الأطفال من أجواء الحرب العالقة بأذهانهم على مدار السنوات الثمان الماضية، ومنحهم تأشيرة عبور، ولو آنية، نحو العالم، من أجل إسماع أصواتهم.

ويقدم أبو رشيد عروضاً مسرحية عامة، وأخرى خاصة بالأطفال، بالإضافة إلى عروض دمى متحركة.

وفي أحدث عرض قدمه أبو رشيد في مدينة سراقب بريف إدلب، قام بإحياء ذكرى ضحايا القصف الكيماوي في كل من خان شيخون و دوما، وقبلهما ضحايا القصف الكيماوي على غوطة دمشق.

وفي حديثه للأناضول، قال أبو رشيد إن هدفه الأساسي من خلال العروض المسرحية، هو إبعاد الأطفال عن جو الحرب، وتعويضهم بلحظات فرح بين لحظات الخوف والحزن الناجمة عن قصف النظام لمدنهم وبلداتهم وقراهم.

ولفت أبو رشيد الذي حاز على جائزة أفضل ممثل في إدلب عام 2011، إلى أنه كان ضمن فريق المسرح المتنقل، وكانوا يقومون بجولات في اللاذقية وإدلب، وينظمون عروض دمى متحركة للأطفال.

وإثر تهجير سكان المناطق التي انتزعها النظام السوري من المعارضة، وصل إلى إدلب أطفال من عدة مناطق سورية، لتكون بذلك المسرحيات المعروضة وسيلة تهدف إلى التقريب بين الأطفال من المناطق المختلفة، والتعريف بعادات كل منها، وفق أبو رشيد.

الطفلة خديجة حلبي (11 عاما) قالت بعد متابعتها لمسرحية قدمها أبو رشيد، إنها تحب المسرح كثيراً، مشيرةً إلى أن أبو رشيد يجمع أطفال الحي و يقدم لهم المسرحيات، وأحيانا يقومون خلال المسرحية بالرقص و اللعب بالبالونات، وتعلم أشياء جديدة.

أما أسماء عصمان (7 سنوات)، فأعربت عن سعادتها بالعروض المسرحية التي تحضرها، متمنية أن يستمر تقديمها في مدينتها.

وفي نهاية العرض المسرحي، قام الأطفال بوضع كمامات على وجوههم، ترحّما على ضحايا القصف الكيماوي للنظام على عدة مناطق في سوريا.

ووقعت مجزرة الكيماوي الكبرى في سوريا بمنطقة الغوطة الشرقية ومعضمية الشام، في 21 أغسطس / آب 2013، في هجوم دامٍ راح ضحيته أكثر من ألف و400 مدني، وتأثر عدد آخر كبير غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وارتكب النظام السوري ثاني أكبر مجزرة كيميائية له، في 4 أبريل / نيسان 2017، في مدينة خان شيخون بريف محافظة إدلب، وأسفرت عن سقوط أكثر من 100 مدني.

وفي 7 أبريل / نيسان 2018، نفذت قوات بشار الأسد مجزرة جديدة بالأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية، راح ضحيتها 78 مدنيا، جلهم أطفال ونساء.

وعقب مجزرة الغوطة الأولى عام 2013، ونتيجة للضغوطات الدولية الكبيرة، وافق نظام الأسد على تسليم وتدمير ترسانته من هذه الأسلحة، تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

ورغم ذلك، استمر نظام الأسد في استخدام الأسلحة الكيميائية فيما بعد، ما جعل الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تعلن أن النظام السوري لم يسلّم كامل ترسانته الكيميائية.

شاهد أيضاً

أم على قلوب أقفالها؟

القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهو أفضل وأعظم ما تعبد به وبذلت فيه الأوقات والأعمار، إنه كتاب هداية وسعادة وحياة وشفاء وبركة ونور وبرهان وفرقان،