شهادة مرعبة لمعتقلة فلسطينية سابقة في سجون النظام السوري    

كشفت معتقلة فلسطينية سابقة في سجون النظام السوري عن جزء من جوانب التعذيب النفسي والانتهاكات التي تُرتَكب بحق المعتقلات.

و يشار إلى أن الأمن السوري يواصل اعتقال العشرات من اللاجئات الفلسطينيات في سجونه، وغالبيتهم من فئة الشباب، إضافة إلى عائلات تضم الأمهات مع بناتهن، كعائلة ” مولود خالد العبد الله ” حيث قامت عناصر النظام السوري باعتقال جميع أفراد العائلة بتاريخ 27-7-2013.

وتروي المعتقلة الفلسطينية “هدى” ذات الـ 18 عامًا تفاصيل بالغة في القسوة عن الانتهاكات التي تعرضت لها في الأفرع الأمنية من الضرب والصعق بالكهرباء نهاية إلى الاغتصاب لعدة مرات.

وتحدثت في شهادتها عن ممارسة عناصر الأمن السوري كافة أساليب التعذيب، فبعد الزج بها في زنزانة مساحتها 3×4 أمتار، ومعها 18 معتقلة معظمهن فلسطينيات، بدأ مسلسل التعذيب من الصعق بالكهرباء والشبْح والضرب بالسياط والعصي الحديدية، ثم نُقلت إلى فرع “المداهمة – 215” في دمشق، وتصف طرق التعذيب فيه بأنها أشد قسوة من فرع فلسطين “أضعافاً مضاعفة”.

وتقول هدى بحسب قناة الأقصى الفضائية: “كان المحققون يستجوبونني عن أسماء فتيات وشبان من مخيم اليرموك، وعندما أنكرتُ معرفتهم تعرضت للضرب والتعذيب والشبح والصعق بالكهرباء، كما تعرضت للاغتصاب أثناء وجودي في الفرع لمدة تزيد عن خمسة عشر يوماً، وفي بعض الأيام كان الاغتصاب يتكرر أكثر من عشر مرات يومياً من ضباط وسجانين مختلفين”.

ووفقاً للشهادة “فإنه بعد اغتصاب هدى حملت إلا أنها أجهضت نتيجة الضرب، حيث قالت الشابة: “أدت إلى إصابتي بنزيف حاد وفقدان للوعي، وألقيت بعدها في زنزانة مليئة بجثامين معتقلين قتلوا تحت التعذيب حيث أجبرت على البقاء فيها أمام الجثث والدماء لما يقارب ثلاثة أسابيع، بعدها اكتشفت أني حامل إلا أنني أجهضت جراء التعذيب والضرب العشوائي وكان اغتصاب المعتقلات أمراً شائعاً، وأن “إحداهن حاولت الانتحار عدة مرات فكانت تضرب رأسها في جدران الزنزانة وفي كل مرة كانت تغيب عن الوعي لساعات”.

وتشير هدى إلى أنها كانت شاهدة على حالة ولادة لفتاة فلسطينية تبلغ من العمر 20 عاماً حملت جراء الاغتصاب المتكرر في الفرع، وعن ذلك تقول الشابة: “بعد ولادتها لم تحتمل النظر إلى الطفل أو إبقاءه بجانبها في الزنزانة ولم تكن تستطيع سماع صوت بكائه فكانت تحاول التخلص منه وقتله وعدم مشاهدته لأن وجوده كان بسبب اغتصاب الضباط لها”.

وتضيف أنه “بعد عدة أيام دخل أحد السجانين وأخذ الطفل”، مشيرةً إلى “أنهم يعلمون أن وجوده في الزنزانة سبب في تعذيبها”.

وروت هدى كيف توفيت إحدى المعتقلات بسبب سوء التغذية والاغتصاب حيث تعرضت لنزيف حاد، وتُركت في الزنزانة بينهم دون أي عناية طبية ودون إدخال أي نوع من الأدوية.

وعن أصناف التعذيب التي تحدثت عنها هدى تقول الشهادة: “إنها كانت تجبَر على تناول الطعام الذي يلقى إليها على الأرض فوق الدماء، وكانوا يحضرون لها وجبة واحدة فقط في اليوم وهي عبارة عن صحن من البرغل وأحياناً رغيف خبز، وتروي كيف أجبروها على المشي فوق أجساد المعتقلين منهم الأحياء ومنهم الأموات”.

وتضيف هدى متحدثةً عن الأحياء: “أما الأحياء فكنت أستمع إلى أنينهم أثناء مروري على أجسادهم، حيث كانت الجثث تملأ الممرات الموصلة إلى زنزانتنا”.

كما أشارت الشهادة إلى “قيام الضباط السكارى بالاعتداء العشوائي على المعتقلات داخل الزنازين بالضرب دون مبرر بالإضافة لشتم الأعراض والدين، حيث توفيت إحدى المعتقلات ذات مرة بعد إصابتها بنزيف في رأسها أثناء الاعتداء العشوائي علينا”.

يُشار إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت وجود ما لا يقل عن 40 ألف معتقلة لدى النظام السوري، يتعرضن لأفظع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وعلى رأسها الاغتصاب، بينما وثَّقت مجموعة العمل (1644) معتقلاً فلسطينياً في سجون النظام بينهم (105) لاجئات فلسطينيات، وتم توثيق (475) لاجئاً قضوا تحت التعذيب، عرف منهم (77) من خلال الصور المسربة لضحايا التعذيب.

المصدر: وكالات

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".