شمعدان وموسيقى بالمسجد الإبراهيمي وتعزيزات للاحتلال بالخليل

عند الساعة العاشرة من مساء الأحد أزيل سجاد الصلاة والمصاحف من المسجد الإبراهيمي بالخليل، وأدخل المستوطنون الشمعدان والآلات الموسيقية ونسخ التوراة، وسيواصلون لثمان وأربعين ساعة استباحة المسجد الإبراهيمي ومنع رفع الأذان وحظر دخول المسلمين.

كما تفرض قوات الاحتلال إجراءات على تنقل السكان الفلسطينيين في محيطه، وتمنع دخول السياح وغير السكان المسجلين.

ودفع الاحتلال منذ نهاية الأسبوع الماضي بتعزيزات عسكرية ونشر قواته بمدينة الخليل لتأمين اقتحام آلاف المستوطنين للمسجد الإبراهيمي بمناسبة عيد الفصح اليهودي، الذي بدأ الجمعة الماضي ويستمر حتى نهاية السبت القادم.
إخلاء الحرم
وتخضع البلدة القديمة في الخليل، بما فيها المسجد الإبراهيمي، لسيطرة إسرائيلية كاملة، وفق اتفاقيات مع السلطة الفلسطينية، وتنتشر فيها خمس بؤر يسكنها أكثر من 600 مستوطن وأكثر من 120 حاجزا وعائقا ماديا ومأهولا.

وصباح اليوم الاثنين انتشرت قوات الاحتلال بكثافة في منطقة شارع بئر السبع بالمنطقة الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، بدعوى تأمين اقتحام مستوطنين لمبنى قديم يزعمون صلته باليهود.

وانتهت لجنة تحقيق في مجزرة المسجد الإبراهيمي التي ارتكبها المستوطن باروخ غولدشتاين عام 1994، إلى تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود، فكان النصف الأمامي منه للمسلمين ويغلق أمامهم بالكامل عشرة أيام في السنة هي أعياد يهودية، أما النصف الخلفي الذي يضم غرفة الأذان فأعطي لليهود ولا يفتح أمام المسلمين إلا عشرة أيام في العام، هي مناسبات إسلامية بينها العيدان.
وقال مدير الأوقاف في الخليل الشيخ جمال أبو عرام إن الاحتلال يتخذ من الأعياد اليهودية مبررا لمنع المسلمين من أداء شعائرهم الدينية.

وقال إن الاحتلال لا يتوقف عند حد إغلاق المسجد في المناسبات الدينية اليهودية، بل يمنع رفع الأذان دون مبرر، حيث وصل عدد أوقات الصلاة التي منع فيها رفع الأذان إلى 750 وقتا خلال 2018، ونحو 200 وقت في الربع الأول من العام الجاري.

وقال مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو اسنينة إن إدارة المسجد أجبرت الليلة الماضية على إخلاء المسجد من موجوداته بما في ذلك نسخ المصحف الشريف والخزائن والسجاد، ولا يسمح لأي موظف من دخوله أو الاقتراب منه حتى العاشرة من مساء غد الثلاثاء.
من جهته رجح منسق شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو تصاعد اعتداءات المستوطنين الليلة وغدا ضد السكان الفلسطينيين، خاصة في منطقة تل الرميدة، مشيرا إلى إغلاق أغلب الأحياء في محيط الحرم واضطرار السكان للبحث عن مسالك، وغالبا من بين البيوت، للوصول إلى مساكنهم.

وقال إن آلاف المستوطنين يتوافدون إلى الخليل اليوم، وستبلغ الذروة غدا، حيث يؤدون صلوات تلمودية في المسجد الإبراهيمي والشوارع المحيطة به.

وأشار إلى انتشار نشطاء ضمن إطار تجمع شباب ضد الاستيطان في منطقتي تل الرميدة وحارة السلايمة لتوثيق اعتداءات المستوطنين ومنعها قدر الإمكان.

ويعيش نحو سبعة آلاف فلسطيني في البلدة القديمة من الخليل، وهم الأكثر عرضة لاعتداءات المستوطنين وسياسة التهويد المتبعة في البلدة.

وبموجب بروتوكول الخليل عام 1997، تسلمت السلطة الفلسطينية أجزاء من مدينة الخليل أطلق عليها “خ1” وتشكل 80% من مساحة المدينة، في حين تواصلت السيطرة الإسرائيلية على القسم المتبقي “خ2” الذي يقطنه قرابة 45 ألف نسمة، وفيه تقع البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي.

شاهد أيضاً

استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية بعد الفشل في 7 أكتوبر

صرح الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الإثنين، إن رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية ميجر جنرال أهارون هاليفا، استقال، وإنه سيترك المنصب بمجرد تعيين خلف له.