سلطات البريد الإسرائيلية: باشرنا “تعاونا تاريخيا” مع مديرية البريد في الإمارات

قالت سلطة البريد الإسرائيلية إنها باشرت بـ”تعاون تاريخي” مع مديرية البريد في الإمارات وتلقي طرود بريدية منها، فيما كشفت معطيات إسرائيلية رسمية عن حجم كبير للتبادل التجاري بين دولة الاحتلال والإمارات وعن زيادة عدد السائحين الإسرائيليين لها.

وقالت سلطة البريد في دولة الاحتلال (شركة بريد إسرائيل) إنها باشرت بعملية “تعاون تاريخية” مع مديرية البريد الإماراتية – المسؤولة عن تبادل البريد العادي، المسجل وإرساليات البريد المستعجل.

وأكد داني غولدشطاين مدير عام “بريد إسرائيل” بهذا المضمار: “إننا متحمسون ويسعدنا جدا هذا التعاون مع الإمارات والذي سيُتيح توسيع نطاق النشاط والتجارة الإلكترونية بين إسرائيل ودول أخرى”، موضحا أن شركة البريد الإسرائيلية تملك اتفاقيات مع 150 مديرية بريد في العالم، معتبرا ذلك شهادة إضافية على قدرات شركة “بريد إسرائيل” كعنصر مركزي في مجال التجارة الإلكترونية المحوسبة في إسرائيل، الذي يساهم بتخفيض غلاء المعيشة.

وقال أيضا إن العلاقات الآخذة بالتشكل بين إسرائيل والإمارات والارتباط بين مديريتي البريد في الجانبين، من شأنها أن تؤدي إلى توطيد العلاقات التجارية بينهما. وقال غلعاد تيروش – نائب مدير عام لشؤون التجارة والإرساليات في بريد إسرائيل: “نتوقع بدء التعامل والعمل مع بريد الإمارات بتلهف، فالموظفون الإماراتيون أظهروا مهنية كبيرة طوال هذه العملية”. وقال إن التعاون سيسمح بتوسيع نطاق سلة الحلول التي ستعرض على زبائن “بريد إسرائيل” الخاصين والتجاريين بتنوع أكبر من الدول التي يستطيعون الآن إرسال طرود إليها وتلقيها منها وبأسعار وفيرة جدا.

وفي هذه الأيام، أطلقت شركة “بريد إسرائيل” خدمة “بريد بكبسة زر” وهي خدمة إلكترونية عبر الإنترنت، تتيح للزبائن الخاصين والتجاريين، الذين يرسلون سلعا ووثائق من البلاد إلى الخارج، إجراء عمليات مستقلة من البيت أو من المكتب حتى قبل الوصول إلى فرع البريد. وحسب بيان البريد الإسرائيلي تُتيح هذه الخدمة إمكانية تزويد وتعبئة المعلومات في موقع البريد مسبقا قبل إرسال الطرود إلى الخارج، إضافة لاختيار طرق الإرسال المرجوة، دفع تكاليف الإرسال مسبقا، وكذلك طباعة بطاقات وملصقات الإرسال، موضحا أن كل هذا قبل الوصول إلى فرع البريد فعليا.

وأطلقت خدمة “البريد بكبسة زر” على خلفية المطلب الإجباري من اتحاد شركات البريد الدولي، سلطات الجمارك ومديريات البريد في العالم، لتزويد معلومات مسبقا عن إرساليات سلع وبضائع إلى الخارج، بدءا من 01.01.2021 بهدف تحسين جودة الخدمة العالمية، وخلق معايير عالمية ووحدة معايير في عالم الطرود والإرساليات الدولية، من خلال تحسين إجراءات التسريح من الجمرك. وحسب هذا النظام فإن كل زبون يرسل سلعا إلى الخارج بدءا من كانون الثاني/ يناير بواسطة بريد إسرائيل، مُطالب بالتبليغ عن تفاصيل المحتويات وقيمتها قبل الإرسال، وذكر تفاصيل المرسل والمُرسَل إليه، تشمل أسماء، عناوين، وأرقام هواتف.

التبادل التجاري بين إسرائيل ودبي
وفي سياق متصل كشف النقاب أنه في الأشهر الخمسة الأولى منذ تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، وصل حجم التبادل التجاري بين إسرائيل وإمارة دبي إلى مليار درهم إماراتي – أو أكثر من 272 مليون دولار، بحسب القناة الإسرائيلية “أي 24” نقلا عن مصادر إماراتية.

ونقلا عن المكتب الإعلامي لحكومة دبي قالت القناة الإسرائيلية إن صادرات الإمارة إلى إسرائيل كانت تقريبا ضعف حجم وارداتها منها، حيث بلغت حوالي 36% من إجمالي التبادل التجاري بينهما. وحسب القناة “أي 24” شكل تدفق السلع عُشرا آخر من إجمالي حجم التجارة التي سيطرت عليها زيوت التشحيم والعطور وقطع غيار المحركات والهواتف الذكية والماس على صادرات دبي.

كما ظهر الماس ضمن الواردات الرئيسية، إلى جانب أدوات التكنولوجيا الميكانيكية والطبية، والشاشات المسطحة، والإلكترونيات، والسلع الزراعية. ونقل التقرير عن سلطان بن سليم، رئيس مجموعة موانئ دبي العالمية ورئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي، قوله إنه من المتوقع أن تنمو التجارة مع إسرائيل إلى 15 مليار درهم – ما يزيد قليلا عن 4 مليارات دولار – في المستقبل المنظور أي بعد عدة سنوات. وتابع بن سليم: “إن توسيع التجارة والاستثمار بين الجانبين لن يفيد فقط فئة رجال الأعمال في الإمارات وإسرائيل، ولكن يستفيد منه أيضا كل صاحب مصلحة في الشرق الأوسط”.

130 ألف إسرائيلي سافروا للإمارات منذ توقيع اتفاق التطبيع
وبهذا السياق، كشف إيتان نائيه رئيس البعثة الإسرائيلية في أبو ظبي أن 130 ألف إسرائيلي زاروا الإمارات منذ توقيع المعاهدة الإبراهيمية (اتفاق التطبيع) في سبتمبر 2020. ورغم تفشي العدوى وتحذيرات وزارة الصحة الإسرائيلية من زيارة دبي توقع نائيه أن “يزور نحو 50 ألف إسرائيلي الإمارات بشكل شهري خلال فصل الشتاء”. كما توقع “ارتفاع أعداد السائحين بمجرد استكمال الإجراءات المتعلقة بلقاح فيروس كورونا”.

وفي منتصف سبتمبر/أيلول 2020، وقعت الإمارات والبحرين اتفاقيتي تطبيع مع إسرائيل، في احتفال جرى في البيت الأبيض بمشاركة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وسط رفض فلسطيني واسع. وفي 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها افتتحت قنصليتها العامة في إمارة دبي، بعد يومين من افتتاح سفارة لها في أبو ظبي، هي الأولى بدولة خليجية. وقبلها بيوم، أعلنت الإمارات أن عملية فتح سفارة لها بإسرائيل تأثرت بقيود مواجهة فيروس كورونا، مؤكدة أنها ستكتمل قريبا.

شاهد أيضاً

الحرب الوجودية لنتنياهو وبايدن و”حماس”

دخلت حرب الإبادة الجماعية الصهيو- أميركية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منعطفًا حادًا ومأزِقًا خطيرًا بات يشكل تهديدًا وجوديًا للأطراف الثلاثة الرئيسية في هذه الحرب، وهي: رئيس الوزراء الصهيوني ومن ورائه حزب الليكود والأحزاب الدينية المتطرفة، وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ومن ورائها الحزب الديمقراطي، وحركة المقاومة الإسلامية، ومن ورائها كتائب المقاومة المسلحة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة.