زعيم جديد لحزب العمال البريطاني.. ماهي مواقفه من المسلمين والقضية الفلسطينية؟

صفحة جديدة تنطلق في تاريخ حزب العمال البريطاني باختيار كير ستارمر زعيما للحزب المعارض، خلفا لجيرمي كوربن.

كان هذا الفوز بانتخابات الحزب متوقعا خصوصا خلال الأيام القليلة الماضية، بحصول ستارمر على دعم عدد من القادة المقربين من رئيس الوزراء السابق توني بلير.

ونجح ستارمر في الحصول على صدارة الانتخابات بعد منافسة مع المرشحة ريبيكا لونغ بيلي التي كانت تعتبر مرشحة معسكر كوربن، وكذلك المرشحة ليزا ناندي. وحصل على نسبة تصويت بلغت 56.2% من أصوات أعضاء الحزب.

الزعيم الجديد للحزب محام ونائب برلماني عن منطقة “هولبرن” في لندن، وشغل منصب وزير البريكست بحكومة الظل، وكان من أشد الداعمين لفكرة البقاء، وعارض الموقف “الملتبس” الذي عبر عنه كوربن، ودعاه لاتخاذ موقف واضح لصالح عدم الانسحاب.

وما كان لافتا مسارعة ستارمر لتقديم اعتذار رسمي للجاليات اليهودية التي “تأذت من سلوكيات معادية للسامية داخل الحزب” متعهدا بالقضاء على هذه الظاهرة التي وصفها بأنها “مثل السم”.

وهو ما دفع كثيرين للتساؤل عن مواقفه من القضية الفلسطينية، وأيضا القضايا العربية، ورؤيته للتعامل مع الأقلية المسلمة في البلاد، خصوصا بعد الدعم الكبير الذي كان يحظى به هؤلاء من طرف الزعيم السابق للحزب.

موقف غامض
يؤكد البروفسيور كامل حواش أن موقف ستارمر من القضية الفلسطينية ليس بنفس الوضوح الذي كان عليه كوربن، فمن جهة كان عضوا في هيئة محامين وحقوقيين أنجزت تحقيقا حول سوء تعامل الاحتلال الإسرائيلي مع الأطفال الفلسطينيين وتم تقديمه للخارجية البريطانية.

ومن جهة أخرى فقد تعهد زعيم الحزب الجديد، خلال الحملة الانتخابية، بأن يتبنى جميع مطالب تجمع النواب اليهود في بريطانيا والذي يقدم نفسه بأنه الممثل الوحيد للجاليات اليهودية في البلاد، ومن بين هذه المطالب السماح بتحقيقات مستقلة في تهم “معاداة السامية والطرد المباشر لكل من يشتبه في أنه معاد للسامية”.

وأكد الأكاديمي والعضو بحزب العمال أن (أعضاء) حملة التضامن مع فلسطين قدموا له مطالب ليتبناها، من بينها التأكيد على حق العودة، ورفض بيع الأسلحة لإسرائيل، ورفض خطة الحكومة تجريم المقاطعة ومنعها “لكنه لم يتعهد أبدا بقبول هذه المطالب، في المقابل قبلت المرشحتين اللتين كانتا تنافسانه بكل هذه النقاط”.

وينبه البروفيسور حواش -في حديثه للجزيرة نت- إلى إمكانية إحداث خلط متعمد بين “معاداة السامية” وبين انتقاد إسرائيل، وهو ما يؤدي لإسكات الكثير من الأصوات المنتقدة لدولة الاحتلال.

وتوقع الأستاذ بجامعة بيرمنغهام أن يصبح الدعم للقضية الفلسطينية أقل “ذلك أن ستارمر يقدم نفسه محاربا شرسا لمعاداة السامية وهو ما سيجعل كثيرين يخشون من الطرد أو العقوبة في حال انتقدوا سياسات إسرائيل لأن السائد حاليا هو الخلط بين انتقاد الاحتلال ومعاداة السامية”.

وفي تقدير البروفيسور حواش، فإن الزعيم الجديد للعمال سيلجأ لعبارات فضفاضة فيما يتعلق بالتزام قطعه حزبه سابقا وهو الاعتراف بدولة فلسطين بمجرد وصوله للحكومة “قد يلجأ للقول إنه سيطبق هذا الالتزام في الوقت المناسب، ولهذا فما يحدث من تغيير في حزب العمال سيكون ضحيته القضية الفلسطينية.

أسلوب جديد
يعتبر ستارمر ثامن زعيم لحزب العمال يمر على عمر إسماعيل رئيس المجموعة العربية بالحزب، منذ انخراطه في صفوفه، ولذلك يري أن سترامر يقدم “أسلوبا جديدا” مغايرا عن الذين سبقوه.

ويؤكد إسماعيل -في تصريح للجزيرة نت- أن الزعيم الجديد يعلم أن هناك تصدعا كبيرا بين أعضاء الحزب، ولهذا فهو يحاول التوفيق وجمع كل التيارات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.

وأضاف “يمكن القول إنه يريد تقديم نفسه شخصية سياسية في الوسط مثلما فعل بلير” ذلك أن قربه من معسكر الأخير حسم الزعامة لصالحه، بعد أن حاول استمالة مرشحي أقصى اليسار لكنه لم ينجح.

وعن علاقته بالقضايا العربية والإسلامية، أكد السياسي البريطاني ظهور ميول لستارمر إلى الطرف المؤيد لإسرائيل “ولهذا لا يمكن أبدا توقع تكرار ما حدث مع كوربن الذي كان داعما قويا للقضية الفلسطينية” مضيفا أن هذه القضية تعتبر مركزية بالنسبة للكثير من العرب “فحتى حرب العراق يتم تدريجيا تناسيها”.

واستبعد إسماعيل أن يصدر عن الزعيم الجديد للمعارضة أي مواقف معادية للمسلمين “فالرجل له خلفية حقوقية وقانونية صلبة وقاد الكثير من المعارك القانونية لمناهضة كل أشكال العنصرية سواء في بريطانيا أو خارجها” وهو ما يدفع للاعتقاد أن حزب العمال “لن يكون أبدا معاديا للمسلمين في بريطانيا”.
اعلان

ويستند في موقفه على ما تقدمه هذه الأقلية من خدمات وتضحيات في المجتمع البريطاني والتي لا يمكن إنكارها، وضرب مثلا بأن أكثر من 50% من العاملين بالقطاع الصحي في لندن مسلمون، وهم أول ضحايا المعركة ضد وباء كوروبا.

ومن وجهة نظر رئيس المجموعة العربية بحزب العمال، فإن التحدي الأكبر لستارمر هو كسب ثقة الناخب من جديد بعد الخسارة المدوية التي مني بها الحزب بانتخابات نهاية العام الماضي.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".