رمضان بغزة.. الرغبة في الاحتفال بقدوم الشهر تواجه قصف الاحتلال

رغم استمرار القصف الإسرائيلي على المناطق الشرقية لقطاع غزة، خرج سكان القطاع من منازلهم إلى الأسواق الشعبية المركزية والمحلات لشراء المواد الغذائية وبعض لوازم السفرة الرمضانية، وهم لا يبالون بأصوات القصف الجوي والمدفعي.

ففي سوق الزاوية -أقدم الأسواق التاريخية في غزة- لم ترفع الزينة الرمضانية ولا الفوانيس التي زينت المكان قبل يومين، وبدأ الناس يتوافدون منذ ساعات الصباح على السوق، كما يلاحظ ذلك نضال غباين (36 عاما) وهو صاحب محل ألعاب وأدوات منزلية، ويبيع الزينة الرمضانية.

ويقول غباين “بعض جيراني تحدثوا عن أنني مجنون عندما توجهت للسوق وفتحت محلي، لكنني تفاجأت عندما شاهدت الناس يشترون الفوانيس الرمضانية، ويشترون كل حاجاتهم المنزلية في السوق منذ الصباح، هذا أمر ليس غريبا فنحن في غزة، ولسنا في لندن حتى نلزم البيوت، أرضنا أرض صراع، لكن نريد أن نعيش تحت أي ظروف ونعيش رمضان”.

رمضان 2014
ويذكر التاجر أن سكان قطاع غزة عاشوا أجواء رمضان في ظل العدوان الإسرائيلي عام 2014، وحرموا في تلك السنة من أن يعيشوا أجواءه بعد أن نزح مئات الآلاف من منازلهم نتيجة توسيع القصف والاجتياح الإسرائيلي، لكنهم هذا العام لا يريدون أن يقع تصعيد أكبر ويحرموا من أجواء رمضان، وهو ما لاحظه غباين مع زبائنه منذ الصباح.

كانت الحركة التي تشهدها الأسواق في غزة استعدادا لرمضان حركة خجولة، وليست مثل السنوات الماضية جراء اشتداد الأزمة الاقتصادية على مجتمع غزة الذي يعتمد على رواتب موظفي السلطة الفلسطينية وحكومة غزة، ويبلغ عددهم أكثر من 110 آلاف موظف، لكن نسبة كبيرة خرجوا اليوم لكي يعيش أطفالهم أجواء رمضان.

وفي داخل سوق فراس، تشتري أم رياض حميد (59 عاما) بعض الخضراوات لتعود لمنزلها، وتعد طبق المقلوبة الفلسطينية ككل عام في أول أيام رمضان، ولا تبالي بأصوات طائرات ومدافع الاحتلال، فهي أم الشهيد أحمد حميد الذي توفي إبان العدوان الإسرائيلي الأخير عام 2014.

ألعاب نارية
وكان يرافق أم رياض حفيداها، وكلما سمعت صوت القصف تخبرهما بأنها ألعاب نارية تطلق احتفالا برمضان فيفرحان.

وتقول أم رياض حميد “لا ذنب للأطفال كي يعيشوا أجواء رمضان في ظل هذا الحزن، فهم يحبون هذا الشهر لأنهم يسمعون أننا سنقوم بالكثير من المهام والزيارات العائلية، لذا شبهوه بالعيد، ومن هنا قررت الاحتفال بقدوم رمضان حتى لو بدأ الاحتلال اجتياح غزة”.

من جهة أخرى، افتتح أبو كمال التري محله التجاري داخل حي النصر، بعد أن اتصل به زبائنه منذ ساعات الصباح المبكرة لأنهم يودون شراء بضائع منه، ففتح المحل وأخبروه بأنهم سيقضون طقوس رمضان في شراء اللوازم المنزلية وفي المساجد والتنزه ليلا ككل عام.

ويستذكر التري العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة عام 2014، عندما حرم الغزيون من الذهاب للمساجد والخروج من المنزل والذهاب للأسواق، وهو ما لا يتمناه أثناء التصعيد الإسرائيلي الحالي والمستمر منذ يومين.

ويقول التاجر الغزاوي إن “الطفل والكبير والصغير اعتاد القصف، وأمامنا أيام فضيلة مباركة، وأمامنا احتلال لا يريد أن نعرف طعم السعادة، والناس أصبحت لا تبالي، فمن حقها أن تفرح وتعيش أيام فرح بكل السبل المتاحة، وأنا واثق من أن المقاومة ستغير معادلة المعركة وتجبر الاحتلال على العدول عن ضرب القطاع ما دامت المقاومة تهدد المستوطنات والمدن في الداخل الفلسطيني”.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".