رمضان الفَخار

المقال الأسبوعي : الشيخ كمال خطيب
#رمضان_الفَخار

كان رمضان الإسلام وطوال تاريخ المسلمين توقيتًا ومناسبة لتسجيل وتحقيق أعظم الانتصارات الخالدة في تاريخ المسلمين، ذلكم أن الصيام لم يكن سببًا في الضعف والخور، بل إن الصيام كان سببًا في قوة العزيمة والرغبة الجامحة للقيام بكل ما يقرب المسلم من ربه وذروة ذلك الجهاد في سبيل الله تعالى.
ففي رمضان الإسلام كانت انتصارات معركة بدر الخالدة، وانتصارات فتح مكة، وانتصارات فتح عمورية، وانتصارات فتح قبرص، وانتصارات فتح الأندلس، وانتصارات معركة عين جالوت الخالدة وغيرها.
️نعم في رمضان صهلت خيول المسلمين ورفرفت راياتهم، ولوّح بسيف العز فرسانهم وهم يدقون أعناق الكفار ويدكّون حصونهم. في رمضان قال المعتصم قولته “واإسلاماه..” تلبية لنداء واستغاثة امرأة مسلمة وقعت في أسر الروم. وفي رمضان قال البطل المسلم قطز قولته “واإسلاماه.. ” وهو ينزل هزيمة نكراء بجحافل التتار في عين جالوت. وقبل ذلك ففي رمضان كان أول انتصار عسكري في تاريخ المسلمين في معركة بدر، وبعده كان فتح مكة ورفع رايات الإسلام والتوحيد عليها وتنكيس رايات الكفر وتحطيم الأصنام.
بينما في رمضان المسلمين فإن الحال قد تغيّر وقد أصبح للصوم معان غير تلك التي أراد الله لها أن تكون، فبدل أن يكون رمضان هو شهر الفخار وشهر الانتصارات فإنه أصبح في رمضان تسجل أسوأ المواقف وأبشع الانتكاسات، بل وترتكب المجازر بحق المسلمين ليس من أعدائهم وإنما من حكامهم الطواغيت والقتلة والمجرمين.
ثماني سنوات مرت والمجازر ترتكب بحق الشعب السوري، وكان رمضان يشهد أكثرها دموية كل عام حقدًا وكيدًا من النظام العلوي الطائفي ومناصريه. فبكت المساجد أحبابها وصمتت المآذن وقد تعمدوا قصفها وتدميرها. وفي رمضان لم يتردد السيسي بقتل المعتصمين السلميين في ميادين القاهرة خلال صلاة التراويح وصلوات الفجر، وما إن مرّ رمضان وبعد العيد بثلاثة أيام إلا وقد ارتكبت أبشع مجازر العصر، في رابعة يوم 14/8/2013.
وها هي غزة الصابرة البطلة وقد عاشت رمضان 2014 أبشع وأقسى قصف صهيوني لها في محاولة لكسر إرادتها ودفعها لرفع الراية البيضاء، ولكنها لم تفعل. حدث ذلك مع غزة بينما أنظمة عربية تتواطأ وتتمنى أنها لو أبيدت عن بكرة أبيها، لأن بطولة غزة تفضح جبنهم، ولأن شموخ غزة يفضح ذلهم، ولأن أصالة غزة تكشف زيفهم…

شاهد أيضاً

الحرب الوجودية لنتنياهو وبايدن و”حماس”

دخلت حرب الإبادة الجماعية الصهيو- أميركية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منعطفًا حادًا ومأزِقًا خطيرًا بات يشكل تهديدًا وجوديًا للأطراف الثلاثة الرئيسية في هذه الحرب، وهي: رئيس الوزراء الصهيوني ومن ورائه حزب الليكود والأحزاب الدينية المتطرفة، وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ومن ورائها الحزب الديمقراطي، وحركة المقاومة الإسلامية، ومن ورائها كتائب المقاومة المسلحة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة.