رسالة لإنسان… هل انت هو أو هي؟

بقلم د. ايمان حرابي

في سكرات الموت لا يتحدث الانسان الا بما امتلا به قلبه .. فتفقد قلبك جيدا و حاول ان تملأه بالايمان الصادق . الايمان لا ياتي دفعة واحدة بل ياتي تدرجا حتى يصل الى حد التشبع به و بلوغ درجة للاحساس بانه غذاء لروحنا و به تطيب انفسنا و تنشرح صدورنا. اذ روى الإمام مسلم -رحمه الله- في صحيحه؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- أَنَّ ضِمَادًا -رضي الله عنه- قَدِمَ مَكَّةَ، قبل إسلامه، وَكَانَ يَرْقِي فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ، فَقَالَ: لَوْ أَنِّى رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ، فَلَقِيَهُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي، وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِى عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ، فَهَلْ لَكَ يعني: في أن أرقيك؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ” فَقَالَ ضماد: أَعِدْ عَلَىَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلاَءِ، فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ ضماد بعد ذلك: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلاَءِ، وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ -أي وسط البحر وعمقه من شدّة تأثيرهن- ثمّ قَالَ: هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الإِسْلاَمِ فَبَايَعَهُ، و من هنا انطلقت رحلة ضمادة بالتشبع بالايمان و امتلا قلبه بالنفخات الايمانية و من ابسط الاشياء التي ينطلق منها المسلم ليشبع قلبه و يرتوي ايمانه. هي عماد الدين، وهي الصلاة التي تجمع فيها ذكر الله مع الطمانينة النفسية و سلامة الجسد فعند السجود توجد طاقة سلبية نتخلص منها و غيرها من الفوائد. فهي تغرس الخشية من الله في قلب المؤمن و تثبت ايمانه .. فهي عماد الدين . فحافظو علي صلاتكم و انتظروها كما تنتظر الام مولودها الجديد بلهفة او الزوجة عودة زوجها من السفر بفارغ الصبر . كما ان من اهم دعائم الايمان الذي يجب ان يملا به المسلم قلبه هو قراءة القرآن.
اذ يقول ابن القيم -رحمه الله-: “إِذا أردت الانتِفاع بِالقرآنِ فاجمع قلبك عِند تِلاوته وسماعه، وألقِ سمعك واحضر حضور من يخاطبه بِهِ من تكلّم بِهِ سبحانه مِنه إِليهِ، فإنه خطاب مِنه لك على لِسان رسوله.

ففي الصدقة و الصوم في سبيل الله و القيام بذكر الله صباحا و مساءا نجد انفسنا سلكنا طريقا مملوءا متشبعا بالطمانينة فلا نخاف هضما و لا هدما. نسال الله ان يرزقنا الفردوس الاعلى.

شاهد أيضاً

أم على قلوب أقفالها؟

القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهو أفضل وأعظم ما تعبد به وبذلت فيه الأوقات والأعمار، إنه كتاب هداية وسعادة وحياة وشفاء وبركة ونور وبرهان وفرقان،