دخلوا جحر ضب فدخلناه

مقتطفات من خواطر داعية

﴿ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا ﴾
على المسلم أن يحذر من مبدأ التقليد الأعمى هكذا الناس ، انظر هذا الكلام الجديد المعاصر : هكذا الناس ، ضع رأسك بين الرؤوس وقل : يا قطاع الرؤوس. الله يهدينا ، الله يصلحنا ، ماذا نفعل ؟ هذه بلوى عامة ، الله يتوب علينا ، نحن بعد أربعين أو خمسين سنة نحج ونتوب ، هذا كلام الناس ، والله إنّ الغربيين لو دخلوا جحر ضب لدخلناه .
نحن كنا صغارا في التعليم إذا ارتكب الطالب مخالفة أكبر عقاب يُحلَق شعرُه قليلا ، الآن يُحلق على الصفر ، أنا أتفاجئ في الأخبار بشخص محترم جداً حلق شعرَه على الصفر كله ، لماذا ؟! لأنه :
(( لَوْ دَخلُوا فِي جُحْرِ ضّبٍّ ، لَدَخَلْتُمْ فِيه ))
[ أخرجه الحاكم عن ابن عباس ] يلبس الشباب اليوم سروالا كاحتا ، هو جديد ، لكنه كاحت ، أو البنطال فيه ثقوب ، والله مرة أخت كريمة أرسلت لي ابنها لقضية ، لما دخل على غرفتي ببنطال فيه عدة ثقوب ، رق قلبي له ، وكتبت عندي أن سأؤمن له بنطالا جديدا ، ثم علمتُ أنها موضة جديدة .
ذهبت إلى أستراليا ، ودعانا أخ على طعام الإفطار ، فجاء ابنه ، والأخ بحالة موسرة جداً ، وابنه يلبس كل بنطالا له ثقوب كثيرة .
(( لَوْ دَخلُوا فِي جُحْرِ ضّبٍّ ))
التقليد الأعمى للغرب في اللباس يسيئ الى الشخصية المسلمة. أنا خائف من الأيام القادمة ، تكون البنطال من نوع آخر .
﴿ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا ﴾
هكذا الموضة ، هكذا الأزياء السَّنة ، نحن تحت رحمة يهودي بفرنسا أو مثلي في الولايات المتحدة الأمريكية ، يقصر نقصر ، يطيل نطيل ، يحدِث شقة بشعره نساوي شقة ، ضيق نضيّق ، نحن تحت رحمته .

إن إيمان المسلم بدينه يجب أن يكون عن قناعة عقلية تامة لا يتطرق إليها شك؛ لأنه ليس عن تقليد أعمى كما في بعض الأديان التي تقول لأتباعها: اغمض عينيك واتبعني.. ؛ فقد أعطى الإسلام لأهله طمأنينة القلب، وسعادة النفس، وقناعة العقل بأنه دين الله الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..
فكل شيء في هذا الكون من حولنا يجعل المسلم يرفع رأسه عاليا ويقول بصوت مرتفع: أنا مسلم؛ لأن كل شيء في هذا الكون يشهد بصحة الإسلام وعظمته فلا تتبعوا السبل فتلهيكم وتهلككم.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،