“دبلوماسية الأقنعة”.. الصين تكسب المليارات خلال الحرب ضد كورونا

في الوقت الذي تحظر فيه الدول عمليات تصدير مستلزمات مكافحة فيروس كورونا من أراضيها أصبحت الصين المصدر العالمي الرئيس للأقنعة وأجهزة التنفس والبدلات الواقية.

وفي تقرير نشره موقع “نيوز ري” الروسي، قالت الكاتبة ليوبوف غلازونوفا إنه خلال مارس/آذار الماضي فقط كسبت الصين 1.4 مليار دولار من مبيعات المواد الطبية إلى الخارج، ورغم تذمر المستوردين من تردي جودة المنتجات الصينية فإنه لا خيار آخر أمامهم سوى استيراد تلك المنتجات.

ومنذ بداية انتشار الوباء كثفت الصين مشترياتها من السلع الخاصة بمحاربة الفيروس، متجاوزة بذلك حجم احتياجاتها في ذلك الوقت، واستوردت في الفترة بين 24 يناير/كانون الثاني و29 فبراير/شباط الماضيين 2.5 مليار وحدة من المعدات الطبية، بما في ذلك البدلات الواقية والأقنعة والقفازات وأجهزة التهوية الميكانيكية.

ونظرا لتمكنها من السيطرة على الوضع والحد من انتشار الفيروس ظل جزء كبير من المشتريات الصينية في المخازن، وأضحت بكين تبيعها اليوم إلى دول أخرى بأسعار مضاعفة مقارنة بما كانت عليه ما قبل الأزمة.

الدبلوماسية المقنعة
وقالت الكاتبة إنه وفي إطار ما تسمى “دبلوماسية الأقنعة” تتلقى البلدان التي تجمعها علاقات وثيقة مع بكين المعدات الطبية بأسعار مناسبة، بينما يقدم جزء من هذه المعدات على شكل مساعدات إلى البلدان التي تكبدت خسائر بشرية جسيمة جراء تفشي الوباء، مثل إيطاليا، وفي الوقت نفسه، تدفع كمبوديا والفلبين خمسة أضعاف السعر الحقيقي للسلع ذاتها.

وصدرت الصين ما يقارب أربعة مليار قناع، وأكثر من 37 مليون بدلة واقية، وأكثر من مليوني مقياس حرارة، بالإضافة إلى أجهزة تهوية ومجموعات اختبار إلى الخارج.

يشار إلى أنه قبل انتشار الوباء كانت الصين تصنع نحو نصف الأقنعة الطبية في العالم، أما في ظل الظروف الجديدة فتضاعفت صناعة الأقنعة 12 مرة مقارنة بما كانت عليه سابقا، وأصبحت واحدة من الصناعات القليلة التي تعود بأرباح فائقة، وسط الانكماش الاقتصادي العالمي.

الصين كسبت 1.4 مليار دولار من مبيعات السلع الطبية إلى الخارج (رويترز)
الصين كسبت 1.4 مليار دولار من مبيعات السلع الطبية إلى الخارج (رويترز)
تشديد شروط التصدير
وذكرت الكاتبة أنه غالبا ما لا تستوفي المعدات المصنوعة على عجل معايير الجودة، مما أجبر هولندا في نهاية مارس/آذار الماضي على إلغاء طلبية من الأقنعة الصينية يبلغ عددها 600 ألف وحدة بعد أن اكتشفت أنها فضفاضة وغير مطابقة لمعايير الجودة.

وسارت إسبانيا على الخطى ذاتها حين ألغت طلبية الاختبارات السريعة للفيروس التاجي من شركة تشخيص صينية بعد أن تبين لها أن هذه المعدات لا تكشف العدوى بشكل جيد.

وردا على ذلك، ذكرت الصين أنها شددت شروط تصدير المنتجات الطبية وبدأت تحقيقا ضد الشركات المصنعة التي لا تلتزم بمعايير الجودة.

ونقلت الكاتبة عن هوان مين -وهو ممثل معهد غوانغدونغ لمراقبة جودة المعدات الطبية في مجال إنتاج القناع الطبي- قوله إن “الصين اعتمدت معايير أكثر صرامة، وبالتالي فإن الشركات الصينية المعتمدة مستعدة لتوريد منتجات طبية عالية الجودة إلى العالم”.

وبينت الكاتبة أنه على الرغم من ارتفاع الأسعار وتردي جودة المنتجات الصينية فإن الاستيراد من الصين ما زال الطريقة الوحيدة للتغلب على نقص المعدات بالنسبة لبعض البلدان، ولا سيما أن معظم الدول حظرت تصدير مثل هذه المنتجات مع اكتساب الوباء زخما كبيرا.

المصدر : مواقع إلكترونية

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.