دايلي بيست: تحقيق مولر ستفتح أمام بوتين مزيدا من المؤامرات

ذكر موقع “ديلي بيست” الأمريكي، أنه عندما عندما خرجت الأنباء بأن المحقق الخاص روبرت مولر، “لم يثبت أن أعضاء حملة ترامب تآمروا أو نسقوا مع الحكومة الروسية في تدخلها في الانتخابات (الرئاسية الأمريكية)”، فإن ردة فعل المسؤولين الروس والإعلام الرسمي الروسي كانت مثل نوع من الفرح الشرير.

ونشر الموقع مقالا للخبيرة المتخصصة في الدعاية الروسية في “أتلانتك كاونسل”، جوليا ديفس، تقول فيه إن النائب الروسي أليكسي باشكوف، وهو من كبار النواب في مجلس الاتحاد، وصف تقرير مولر بأنه “الجبل الذي ولد فأرا ميتا”، فيما قالت وكالة “تاس” نقلا عن “فوكس نيوز”، إن ما توصل إليه التقرير يعد انتصارا كاملا للرئيس ترامب، لافتة إلى أن وكالة أنباء “ريا نوفوستي” الروسية الرسمية قالت: “لست كل يوم ترى (مقدمة البرامج الليبرالية راشيل مادو) على وشك أن تبكي خلال البث الحي”.

وأشار الموقع إلى أن وكالة أنباء “ريا نوفوستي” الحكومية تتوقع أنه سيتم استبدال ما أسمته “أوكرانيا غيت” بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. و”أوكرانيا غيت” تقوم على نظرية المؤامرة بأن تلاعبت أوكرانيا في الانتخابات الأمريكية إلى جانب هيلاري كلينتون، لافتا إلى أن ترامب غرد مؤخرا برابط لمقال تم ترويجه من الروس، يقول: “في الوقت الذي تختفي فيه قصة التواطؤ مع روسيا تظهر مؤامرة أوكرانيا لمساعدة كلينتون”.

وأوضحت ديفس في مقالها أن مقدم برامج “فوكس نيوز” شون هانيتي، روج في عام 2017 للرواية القائلة بأن أوكرانيا -وليست روسيا- هي التي تدخلت في الانتخابات، وسارع ابن ترامب “دونالد ترامب الصغير”، وغرد بمقال يطالب بعزل السفيرة الأمريكية لدى أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش، التي عينت خلال إدارة أوباما، وأعاد الادعاءات بتدخل أوكرانيا في الانتخابات الأمريكية.

وأورد الموقع نقلا عن وكالة الأنباء الحكومية “ريا نوفوستي”، قولها إنها تأمل في أن يقوم الرئيس ترامب، الذي وصفته بأنه “رجل استعراض انتقامي”، بفتح تحقيق في التدخل في الانتخابات، وهذه المرة ضد أوكرانيا، ويتوقع كتاب الكرملين أن ذروة العرض لذلك التحقيق ستأتي في توقيت يتصادف مع انتخابات 2020.

وبينت الكاتبة أنه في الوقت الذي يظهر فيه الروس سعادة بنتيجة تحقيق مولر، إلا أنهم يتوقعون بحذر توجه علاقات بلادهم مع أمريكا نحو الأسوأ، فمثلا توقع سيرغي بريليف، وهو مقدم برنامج أسبوعي على التلفزيون الرسمي (قناة روسيا 1) أن ترامب الآن سيحاول الإثبات أكثر من أي وقت مضى أنه ليس صديقا لروسيا، مشيرة إلى أن أبواق الكرملين يصفون نشر طائرات (بي 52)، وإجراء مناورات مع الحلفاء والشركاء في حلف الناتو في منطقة بحر البلطيق إنما هو تجسيد لرغبة ترامب في الظهور بمظهر الزعيم الصلب أمام روسيا.

في الوقت الذي يظهر فيه الروس سعادة بنتيجة تحقيق مولر، إلا أنهم يتوقعون بحذر توجه علاقات بلادهم مع أمريكا نحو الأسوأ
وبحسب الموقع، فإن محررة “روسيا اليوم”، مارغاريتا سيمونيان، توقعت بمرارة ألا تفعل استنتاجات مولر شيئا للتخفيف من تهم تدخل روسيا في الانتخابات، وقالت: “جيد أن مولر لم يستطيع أن يثبت التواطؤ، وذلك جيد لترامب، لكن ذلك لا يشكل فرقا بالنسبة لنا، فالآن سيقولون (لم يكن هناك تواطؤ، لكن روسيا تدخلت بمبادرة غادرة منها)، وانتظروا لتروا”.

وتجد ديفس أنه في الوقت الذي قد يبدو فيه أن الكرملين يجني الهزيمة من انتصاراته المعلوماتية، إلا أن إدارة ترامب هدية متواصلة العطاء بالنسبة لروسيا، فقرار ترامب الأخير بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان قرأه المسؤولون الروس على أنه انسحاب ضمني لمعارضة أمريكا لضم القرم، مشيرة إلى قول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف: “بعد بيان ترامب بشأن الجولان فإن أي ديماغوجية بخصوص القرم لا أساس لها”.

ووفقا للموقع، استثمر الكرملين التركيز على تحقيق مولر، للتغطية على وصول طائرتين عسكريتين روسيتين إلى مطار فنزويلا الرئيسي في يوم السبت، نقلتا 100 جندي روسي إلى هناك، حيث قيل إن الطائرة الأولى، حملت رئيس أركان القوات البرية الروسية فاسيلي تونكشكوف، والثانية حملت 35 طنا من المواد، وقالت وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” على موقعها باللغة الإسبانية: “وصلت طائرتان إلى فنزويلا يوم السبت، وعليهما جنود ومعدات التزاما بعقود عسكرية بين البلدين”.

وختمت الكاتبة مقالها بالقول إن “نهم بوتين الجيوسياسي يزداد بصورة كبيرة جدا، فيما تستمر الفوضى السياسية في أمريكا في إمداد نار الكرملين بالوقود”.

ولم يجد المحقق الخاص روبرت مولر، أي دليل على تواطؤ الرئيس الأمريكي جنائياً مع روسيا، ولم يتوصل إلى نتيجة بشأن ما إذا كان ترامب قد عرقل العدالة، حسب ما صرّح به أمام الكونغرس، المدعي العام، وليم بار، الذي أفاد بدوره أنه لم يجد أدلة كافية لمتابعة الأمر.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *