إذا ضاق صدرك فأحسن ظنك بالله وتفآءل والزم
الدعاء والصلاة. وسترى من فضل الله عليك وكريم عطآءه مايشرح صدرك ويطمئن قلبك.
ففي سكون الليل هناك همسات لا يسمعها إلا الله
ربنا أجب دعاء الداعي واغفر للعاصي وسامحه
واعف عنه وارزقه التوبة وراحة البال..
يارب بُشرى على مسامع كل يائس تنشر الأمل في
ثنايا مواجعه فيحلَّق الفرح في مُحياه ….
لقيام الليل ثمرات. دعوة تستجاب وذنب يُغفر ومسألة تقضى وزيادة في الإيمان
والتلذذ بالخشوع للرحمن ، وتحصيل للسكينة
ونيل الطمأنينة واكتساب الحسنات ورفعة الدرجات والظفر بالنظارة والحلاوة والمهابة، وطرد الأدواء
من الجسد.
قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ الْمَضَاجِع يَدْعُونَ رَبّهمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : تَتَنَحَّى جُنُوب هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُومِنُونَ بِآيَاتِ اللَّه , الَّذِينَ وَصَفْت صِفَتهمْ , وَتَرْتَفِع مِنْ مَضَاجِعهمْ الَّتِي يَضْطَجِعُونَ لِمَنَامِهِمْ , وَلَا يَنَامُونَ { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا } فِي عَفْوه عَنْهُمْ , وَتَفَضُّله عَلَيْهِمْ بِرَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَته { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } فِي سَبِيل اللَّه , وَيُؤَدُّونَ مِنْهُ حُقُوق اللَّه الَّتِي أَوْجَبَهَا عَلَيْهِمْ فِيهِ
قال عبد الحق الأشبيلي : ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش ، فلا تستقر عليها ، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد ، و رجاء الموعود ) .
و قد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم :
{كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }