خليل عواودة.. 12 عاما في سجون إسرائيل

خليل عواودة ينتمي لأسرة قروية من بلدة “إذنا”، غرب مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، لم يتمكن من استكمال دراسته الجامعية بسبب الاعتقال المتكرر وقضائه نحو 12 عاما متفرقة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، من بينها 6 سنوات في الاعتقال الإداري.

علّق عواودة إضرابه عن الطعام، الذي بدأه قبل 172 يوما، حيث تمكنت محاميته أحلام حداد من التوقيع على تعهد بالإفراج عنه في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2022، وفقا لعائلته.

وذلك بعد فترة أولى امتدت 111 يوما علق عواودة بعدها إضرابه عن الطعام استنادا إلى وعود بالإفراج عنه، إلا أن الاحتلال نكث بوعده، وأصدر بحقّه أمر اعتقال إداري جديد لمدة 4 أشهر، وهو ما دفعه لاستئناف إضرابه في الثاني من يوليو/تموز 2022.

المولد والنشأة
خليل عواودة من مواليد عام 1982، وهو من عائلة مكونة من 10 أفراد، فقد أحدهم قبل مواجهته للاعتقال.

عواودة متزوج ولديه 4 بنات هن تولين (9 سنوات)، ولورين (5 سنوات)، وماريا (3 سنوات)، ومريم (سنة و5 أشهر).

الدراسة والتكوين المهني
تلقى عواودة تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس بلدته “إذنا” وكان من الطلبة المتميزين، حيث حصل على معدل 92% في الثانوية العامة الفرع العلمي، وكان حلمه دراسة الطب في الخارج إلا أنّه لم يتمكّن من تحقيق حلمه بسبب ظروفه.

التحق بجامعة “بوليتكنك فلسطين” لدراسة الهندسة، إلا أن الاحتلال حرمه من دراسته، حيث اعتقله عام 2002، وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات ونصف.

التحق في السنوات الأخيرة بدراسة علم الاقتصاد في جامعة القدس المفتوحة إلى جانب قيامه بأعمال حرة لرعاية عائلته، وكان من أوائل الطلبة في دفعته، وكان من المفترض أن يكون تخرجه من الجامعة هذا العام، إلا أنّ ذلك لم يتحقق بسبب اعتقاله من الاحتلال الإسرائيلي منذ 27 ديسمبر/كانون الأول 2021.

وعواودة حافظ للقرآن الكريم وناشط محلي وعضو في عدة حملات تطوعية في بلدته.

الاعتقال الإداري
أمضى خليل عواودة داخل سجون الاحتلال ما مجموعه 12 عاما، من بينها 6 سنوات في الاعتقال الإداري.

وبعد أيام من اعتقاله في ديسمبر/كانون الأول 2021، حُول للاعتقال الإداري 6 أشهر.

وفي الثالث من مارس/آذار 2022، شرع عواودة في إضراب عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري، علّقه بعد 111 يوما إثر وعود بتحديد سقف زمني لاعتقاله والإفراج عنه.

لكن بعد أيام من تعليق إضرابه، صدر أمر اعتقال إداري جديد بحقه لمدة 4 أشهر، فقرر في الثاني من يوليو/تموز 2022، العودة للإضراب حتى تحقيق مطلبه.

والاعتقال الإداري، هو قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود “ملف سري” للمعتقل، ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد لـ 6 أشهر قابلة للتمديد مرات عديدة.

الزنزانة.. حشرات وصراصير
احتجزت إدارة سجون الاحتلال الأسير عواودة داخل زنزانة قذرة تنتشر فيها الحشرات والصراصير، وعقب نقله إلى سجن “الرملة”، منحته إدارة المعتقل بطانية متسخة.

عُرض الأسير عواودة على طبيب أوصى بنقله إلى مستشفى “كابلان” نتيجة لتفاقم حالته، لكن إدارة معتقلات الاحتلال رفضت وأعادته مجددا إلى مستشفى “الرملة”. وقاطع الأسير الفحوصات الطبية، ولم يتلق أي مدعمات ولا سكرا ولا ملحا، واكتفى بالمياه فقط، إلى أن تدهورت حالته الصحية ونقل إلى مستشفى إسرائيلي.

كانت سلطات الاحتلال تحتجز عواودة داخل ما يسمى “عيادة سجن الرملة”، في ظروف غاية في السوء، وعانى من هزال وعدم توازن وانخفاض حاد في الوزن، وغباش بالرؤية وأوجاع في الكلى وتقيأ دما، كما اشتكى من أوجاع حادة في المعدة والخاصرتين، وبسبب تلك المضاعفات كان يتنقل على كرسي متحرك.

بعد تراجع الاحتلال عن اتفاق معه يقضي بأن يتم الإفراج عنه في 26 يونيو/حزيران 2022، أصر على مواصلة إضرابه عن الطعام، وبعد تردي وضعه الصحي سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي -بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي- لزوجة عواودة ووالدته بزيارته في مستشفى إساف هروفيه الإسرائيلي.

وفي السابع من أغسطس/آب 2022، ورد اسم عواودة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي أنهى 3 أيام من القتال بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي.

وفي العاشر من أغسطس/آب 2022، عقدت محكمة عوفر جلسة طارئة، قررت بعدها السماح لمحاميته وطبيبة من منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيلية بزيارته، حيث حذرت في تقريرها الطبي -الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- من خطر الموت المفاجئ للأسير الذي استمر إضرابه فترة طويلة.

وقالت زوجته دلال عواودة (32 عاما) للجزيرة نت “رأيت أمامي هيكلا عظميا مكسوا بالجلد، وعينين بارزتين، ووجها بلا ملامح، وكان مكان البطن والمعدة مجوفا، والرجلان عبارة عن عظام والركب بارزة. والأخطر من ذلك ذاكرته الضعيفة والمشتتة”.

ورفضت المحكمة العليا الإسرائيلية في 30 أغسطس/آب 2022، التماسا بالتدخل للإفراج عنه، رغم تقديم تقرير طبي يؤكد أنه يواجه خطر الموت المفاجئ.

وعلّق عواودة إضرابه عن الطعام أمس الأربعاء 31 أغسطس/آب بعد توقيع محاميته أحلام حداد على تعهد بالإفراج عنه في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2022.

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن تعليق عواودة إضرابه عن الطعام جاء بعد جهود مصرية لم تتوقف طيلة الفترة الماضية، كما اعتبرت عائلة الأسير عواودة أن ما حققه يعد انتصارا لكل الشعب الفلسطيني.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.